Taj Carus
تاج العروس
Penyiasat
جماعة من المختصين
الْفَنّ الْكِبَار (بالعيّ) وَهُوَ بِالْفَتْح الْعَجز والتعب وَعدم الإطاقة، وَيسْتَعْمل بِمَعْنى عدم الاهتداء لوجه المُرَاد، وبالكسر الحَصَرُ والعَجز فِي النُّطْق خَاصَّة (والإعياء) مصدر أَعْيَا رُباعيًّا إِذا تَعب، قَالَ شَيخنَا: وَبَعْضهمْ يَقُول العيّ من الثلاثي العَجز الْمَعْنَوِيّ، والإعياء الرباعي الْعَجز الجسماني، وَالْمعْنَى أَن هَذَا النَّوْع فِي التَّصَرُّف اللغويّ والصرفيّ مِمَّا يُوجب للمهرة فِي الْفَنّ الْعَجز وَعدم الْقُدْرَة حسًّا وَمعنى لما فِيهِ من الصعوبة الْبَالِغَة والتوقف على الْإِحَاطَة التامَّةِ، والاستقراء التَّام، بل يتَوَقَّف إِدْرَاكهَا على اطِّلاع عَظِيم وَعلم صَحِيح.
(وَمِنْهَا) أَي من محَاسِن كتابِه الدَّالَّة على حسن اختصاره (أَنِّي لَا أذكُر مَا جاءَ من جمع فاعلٍ) الَّذِي هُوَ اسْم فَاعل (المعتَلّ الْعين) الَّذِي عينه حرف عِلّة يَاء أَو واوًا (على فَعَلة) محركة فِي حَال من الْأَحْوَال (إِلَّا أَن يَصح) أَي يُعَامل (مَوضِع العينِ مِنْهُ) أَي من الْجمع معاملةَ الصَّحِيح، بِحَيْثُ يَتَحَرَّك وَلَا يعلّ (كجَوَلَة) بِالْجِيم من جال جَوَلانَا (وخَوَلَة) بِالْمُعْجَمَةِ جمع خائل، وَهُوَ المتكبّر، فَإِنَّهُمَا لما حُرّكت الْعين مِنْهُمَا أُلحِقا بِالصَّحِيحِ، وَإِن كَانَت فِي الأَصْل معتلة، فَإِنَّهَا لم تُعَلّ أَي لم يدخلهَا فِي الْجمع إعلال، فَصَارَت كَالصَّحِيحِ نَحْو طَلَبة وكَتبَة، فَاسْتحقَّ أَن تُذكر لغرابتها وخروجها عَن الْقيَاس (وَأما مَا جاءَ مِنْهُ) أَي من الْجمع (معتلًاّ) أَي مغيِّرًا بالإبدال الَّذِي يَقْتَضِيهِ الإعلال (كبَاعة وسَادة) وَفِي نُسْخَة " وقادة " بدل " وسَادَة " جمع بَائِع وسيّد وقائد، وأَصلهما بَيَعَة وسَيَدَة، تحركت اليَاء وَانْفَتح مَا قبلهَا فَصَارَت ألفا (فَلَا أذكرهُ لاطِّراده) أَي لكَونه مطّردًا مَقيسًا مَشْهُورا، وَفِي المزهر: قَالَ ابْن جني فِي الخصائص: أصل مَوَاضِع طَرَد فِي كَلَامهم التَّتَابُع والاستمرار، من ذَلِك طَرَدْت الطَّرِيدة إِذا تبعتها واستمرَّت بَين يَديك، وَمِنْه مُطارَدَة الفرسان بَعضهم بَعْضًا، ثمَّ جعل أهل الْعَرَبيَّة مَا استمرَّ من كلامٍ وَغَيره من مَوَاضِع الصِّناعة مطَّرِدًا، وَجعلُوا مَا فَارق مَا عَلَيْهِ
1 / 79