بكت كاسي مجددا. «الرجال شديدو القسوة والأنانية.» «تناولي فنجانا آخر من الشاي يا كاسي.» «أوه، لا أستطيع. يا إلهي، أشعر بدوار مميت ... أوه، أشعر أنني سأتقيأ.» «الحمام عبر الباب القابل للطي مباشرة ثم إلى اليسار.»
جابت إلين أنحاء الغرفة مطبقة على أسنانها. أكره النساء. أكره النساء.
بعد وهلة، رجعت كاسي إلى الغرفة ووجهها أبيض مخضر تربت على جبهتها بمنشفة الوجه.
قالت إلين وهي تفرغ مكانا فوق الأريكة: «هنا، استلقي هنا أيتها المسكينة. ستشعرين الآن بكثير من التحسن.» «أوه، هلا سامحتني لتسببي في كل هذه الجلبة؟» «استلقي لدقيقة فحسب وانسي كل شيء.» «أوه، فقط لو كان بإمكاني أن أستريح.»
كانت يدا إلين باردتين. ذهبت إلى النافذة ونظرت إلى الخارج. كان هناك صبي صغير يرتدي بذلة راعي بقر ويجري في الفناء ملوحا بطرف حبل غسيل. تعثر وسقط. رأت إلين وجهه وقد تجعد باكيا عندما نهض مجددا. وفي الفناء الأبعد كانت هناك امرأة قصيرة وبدينة سوداء الشعر تعلق بعض الملابس. كانت عصافير الدوري تزقزق وتتشاجر فوق السياج. «هل تسمحين لي باستخدام بعض من بودرة التجميل يا عزيزتي إلين؟ لقد فقدت حقيبة التجميل الخاصة بي.»
رجعت إلى الغرفة. «أظن ... أجل هناك بعض منها فوق المدفأة ... أتشعرين بتحسن الآن يا كاسي؟»
قالت كاسي بصوت مرتجف: «أوه أجل. وهل لديك أحمر شفاه؟» «أنا آسفة للغاية ... لم أستخدم قط مستحضرات التجميل في الشارع. ولكني سأضطر إلى استخدامها قريبا جدا إذا واصلت التمثيل.» دخلت إلى تجويف في الجدار كي تخلع الكيمونو، وارتدت فستانا أخضر اللون، ولفت شعرها لأعلى، ودفعت بقبعة سوداء صغيرة فوقه. «هيا لنخرج يا كاسي. أريد أن أتناول شيئا في الساعة السادسة ... فأنا أكره أن أتناول عشائي قبل العرض بخمس دقائق.» «أوه، أنا مرعوبة للغاية ... عديني أنك لن تتركيني وحدي.» «أوه، لن تفعل شيئا اليوم ... ستفحصك فحسب وربما تعطيك شيئا لتتناوليه ... لنر، هل أخذت مفاتيحي؟» «سنضطر إلى أن نأخذ سيارة أجرة. ويا إلهي، ليس معي سوى ستة دولارات.» «سأطلب من أبي أن يعطيني 100 دولار لشراء أثاث. سيفي هذا بالغرض.» «إنك أكثر مخلوق ملائكي في العالم يا إلين ... تستحقين كل لحظة في نجاحك.»
عند ناصية الجادة السادسة ركبا سيارة أجرة.
كانت أسنان كاسي تقعقع. «أرجوك، دعينا نذهب في وقت آخر. إنني مرعوبة للغاية أن أذهب الآن.» «يا صغيرتي العزيزة، إنه الشيء الوحيد الذي يمكننا فعله.» •••
سحب جو هارلاند، مدخنا غليونه، البوابات العريضة الشاسعة المهتزة وأغلقها. كانت بقعة أخيرة لضوء الشمس بلون العقيق تخفت فوق جدار منزل مرتفع في الجهة الأخرى من أعمال الحفر. ووقفت أذرع الرافعات الزرقاء داكنة أمامها. نفد دخان غليون هارلاند، فوقف ينفخ فيه وظهره إلى البوابة ينظر على صفوف عجلات اليد الفارغة، وكومات المعاول والمجارف، والسقيفة الصغيرة لرافعة محرك البخار والمثاقب البخارية التي جثمت فوق صخرة مشقوقة ككوخ جبلي. بدا له المشهد باعثا على السكينة بالرغم من صوت صخب حركة المرور القادم من الشارع والمتسرب عبر السياج. دخل إلى السقيفة الصغيرة بجوار البوابة حيث كان الهاتف، وجلس على الكرسي، هاويا عليه، ثم عبأ غليونه وأشعله وفتح الصحيفة فوق ركبتيه. «تعليق خطة المقاولين استجابة لإضراب البنائين». تثاءب وأرجع رأسه للوراء. كان الضوء أزرق وخافتا لدرجة لا يستطيع معها القراءة. جلس طويلا محدقا إلى طرف حذائه المربع ذي الندوب. كان ذهنه فارغا خالي البال كالمخمور. رأى نفسه فجأة يرتدي بذلة رسمية وقبعة عالية ويضع زهرة أوركيد في فتحة سترته. نظر ساحر وول ستريت إلى الوجه الأحمر ذي التجاعيد والشعر الأشيب أسفل القبعة الرثة واليدين الكبيرتين بأصابعهما المتورمة الملطخة، وتلاشى بضحكة مكبوتة. لاحت بذهنه ذكرى خافتة لرائحة سيجار كورونا-كورونا عندما أدخل يده في جيب المعطف القصير بحثا عن صفيحة تبغ برنس ألبريت ليعيد تعبئة غليونه. قال عاليا: «ما الذي يهم، أريد أن أعرف؟» عندما أشعل عود ثقاب، أصبح الليل فجأة بلون الحبر حوله بالكامل. نفخ في عود الثقاب وأطفأه. كان غليونه كبركان أحمر صغير هادئ يصدر قرقرة مكتومة في كل مرة يسحب منه الدخان. دخن ببطء شديد مستنشقا بعمق. كانت البنايات المرتفعة من حوله في كل مكان مطوقة بهالة من بريق متورد من الشوارع واللافتات المضاءة كهربائيا. وعندما نظر مباشرة لأعلى عبر الحجب الوامضة للضوء المنعكس، كان بمقدوره أن يرى السماء السوداء الضاربة إلى الزرقة والنجوم. كان التبغ حلو المذاق. وكان سعيدا للغاية.
Halaman tidak diketahui