صلصل الجرس على باب المتجر عاليا.
صاح إميل بالفرنسية مهرعا إليه: «تفضل.»
قالت فتاة صغيرة ذات ضفيرتين: «نصف رطل من شرائح نقانق البالوني.» مرر إميل السكين عبر راحة يده وقطع النقانق بعناية. مشى على أطراف أصابعه إلى البهو ووضع المال على حافة البيانو. كانت مدام ريجو لا تزال تغني:
تجد الأمر مؤسفا عندما تفكر في حياتها الضائعة
إذ لا يمكنها الزواج ممن هو في مثل عمرها
لقد بيع الجمال
مقابل ذهب رجل هرم
إنها طائر في قفص من ذهب.
وقف بود على ناصية شارعي برودواي ويست وفرانكلين يأكل الفول السوداني من كيس في يده. كان وقت الظهيرة وقد ذهب جميع ماله. وكانت السكة الحديدية المرتفعة ترعد فوق رأسه. تمايلت ذرات الغبار أمام عينيه في ضوء الشمس ذي الخطوط العارضة. احتار في الطريق الذي يسلكه، فتهجى أسماء الشوارع للمرة الثالثة. مرت عربة سوداء لامعة يجرها حصانان لامعا الأرداف، وانعطفت بحدة في الناصية أمامه كاشطة الأرض المرصوفة بالحصى بعجلاتها الحمراء اللامعة التي توقفت فجأة. كانت هناك حقيبة جلدية صفراء على المقعد بجوار السائق. وداخل المقصورة، تحدث رجل يرتدي قبعة دربية بنية بصوت عال إلى امرأة ترتدي فرو ريش رماديا حول عنقها وتضع ريش نعام رماديا في قبعتها. انتزع الرجل مسدسا لأعلى إلى فمه. رجع الحصانان للخلف وغاصا في وسط حشد مندفع. اخترقهم رجال الشرطة. وأخرجوا الرجل على حجر حافة الرصيف وهو يتقيأ دما، ورأسه متدل ومرتخ فوق صدريته ذات النقشة المربعة. وقفت المرأة طويلة وبيضاء بجواره تلف فرو الريش في يديها، وكان ريش النعام الرمادي في قبعتها يتألق في ضوء الشمس المخطط أسفل السكة الحديدية المرتفعة. «كانت زوجته تصطحبه إلى أوروبا ... سيبحر قارب «داتشلاند» في الثانية عشرة. ودعته للأبد. كان على متن «داتشلاند» في الثانية عشرة. لقد ودعني للأبد.»
وخز شرطي بود في معدته بمرفقه، قائلا: «اجلس بعيدا عن الطريق يا عزيزي.» ارتجفت ركبتاه. ذهب إلى حافة الحشد وسار بعيدا مرتجفا. وقد قشر في حركة تلقائية حبة من الفول السوداني ووضعها في فمه. يفضل أن أترك البقية للمساء. لف فم الكيس وأسقطه في جيبه. •••
Halaman tidak diketahui