جذب شخص الرجل ذا الوجه المستدير من ذيل معطفه، فجلس بغتة على الكرسي.
قالت السيدة ذات التاج متوجهة إلى رجل طويل الوجه بلون التبغ كان يجلس في نهاية الطاولة: «إنه لأمر مروع ... إنه لأمر مروع أيها الكولونيل، تلك الهيئة المزرية التي يصبح عليها جيلي عندما يسكر ...»
كان الكولونيل يفك بإتقان لفافة القصدير من على حبة سيجار. قال متثاقلا: «يا للهول، أما تقولينه صحيح؟» كان وجهه جامدا فوق شاربه الرمادي الكث. «ثمة حكاية غاية في الرعب عن أتكنس الهرم المسكين، إليوت أتكنس الذي اعتاد أن يكون مع مانسفيلد ...»
قال الكولونيل ببرود شديد وهو يفصل نهاية السيجار بمطواة صغيرة ذات قبضة من اللؤلؤ: «أحقا؟» «قل لي يا تشيستر، هل علمت أن مابي إيفانز كانت تحقق نجاحا؟» «بأمانة يا أولجا لا أعلم كيف تفعل ذلك. فليس لها شخصية مميزة ...» «حسنا، لقد ألقى حديثا، ثملا كلورد كما تعلم، في إحدى الليالي عندما كانوا في جولة في كانساس ...» «إنها لا تستطيع الغناء ...» «لم يبل الرجل المسكين بلاء جيدا قط تحت الأضواء الساطعة ...» «إنها لا تتمتع بأقل مقومات الشخصية ...» «وقد ألقى خطابا كخطابات بوب إينجيرسول نوعا ما ...» «الرجل الهرم المسكين ... آه، لقد عرفته جيدا بالخارج في شيكاغو في الأيام الخوالي ...» «أحقا؟» أمسك الكولونيل بعناية بعود ثقاب مشتعل ووجهه نحو طرف سيجاره ... «وقد كان هناك وميض برق مروع وكرة نار دخلت من إحدى النوافذ وخرجت من الأخرى.» «هل ... قتل؟» زفر الكولونيل نفخة من دخان أزرق في اتجاه السقف.
صاحت أولجا صارخة: «ماذا، هل قلت إن بوب إينجيرسول قد صعقه البرق؟» «نال ما يستحقه ذلك الملحد المقيت.» «لا، ليس بالضبط، لكن الأمر أرعبه لدرجة أدرك معها الأشياء المهمة في الحياة، وهو الآن يتردد على الكنيسة الميثودية.» «من الطريف عدد الممثلين الذين أصبحوا قساوسة.»
قال الرجل ذو الألماسة مصدرا صريرا: «لا يمكن الحصول على جمهور بأي طريقة أخرى.»
حام النادلان خارج الباب يستمعان للجلبة بالداخل. قال النادل الهرم هامسا بمزيج من الفرنسية والإيطالية: «كومة من الخنازير اللعينة ... اللعنة!» هز إميل كتفيه. «تلك الفتاة السمراء تنظر إليك طوال الليل ...» ثم اقترب بوجهه من إميل وغمز. «بالطبع، ربما تحصل على شيء جيد.» «لا أريد أيا منهن ولا أيا من أمراضهن القذرة.»
صفع النادل الهرم فخذه. «لا يوجد شباب في هذه الأيام ... عندما كنت شابا اغتنمت الكثير من الفرص .»
قال إميل مطبقا على أسنانه: «إنهن لا ينظرن إليك أصلا. فما نحن سوى بذلات متحركة.» «تمهل قليلا، ستتعلم في النهاية.»
انفتح الباب. انحنوا احتراما في اتجاه الرجل ذي الألماسة. رسم شخص ساقي امرأة على مقدمة قميصه. فتوردت وجنتاه توردا واضحا. وتدلى الجفن السفلي لإحدى عينيه، مما أكسب وجهه الأشبه بوجه حيوان ابن عرس نظرة غريبة مائلة جانبا. «ما هذا بحق الجحيم، ما هذا بحق الجحيم يا ماركو؟» هكذا غمغم. «ليس لدينا شيء نشربه ... أحضر لنا قدرا مملوءا من الشامبانيا.»
Halaman tidak diketahui