ضحك جيمي. «لم أقل إنني لم أكن طموحا.» «بحق الإله، من أجل والدتك العزيزة انتبه لما تفعل. لقد بدأت للتو في الحياة ... كل شيء سيعتمد على الأعوام القليلة القادمة. انظر إلي.» «حسنا، أعترف أن ساحر وول ستريت قد حقق نجاحا كبيرا ... كلا، إنني لا أحب أن تأخذ كل ما عليك أخذه من الناس في هذه البلدة اللعينة. لقد سئمت من إرضاء الكثير من المحررين الذين لا أحترمهم ... ماذا تفعل يا جو يا قريبي؟» «لا تسألني ...» «انظر، هل ترى ذلك القارب ذا الأقماع الحمراء؟ إنه فرنسي. انظر، إنهم يسحبون الأشرعة من فوق مؤخرة القارب ... أريد أن أذهب إلى الحرب ... المشكلة الوحيدة هي أنني ضعيف جدا في أمور القتال.»
كان هارلاند يعض شفته العليا، وبعد صمت انفجر بصوت مبحوح أجش. «جيمي، سأطلب منك أن تفعل شيئا من أجل ليلي من أجل ... هل ... هل لديك أي ... أي ... أي فكة معك؟ من المؤسف للغاية ... تصادف أنني لم أتناول طعاما جيدا خلال اليومين أو ثلاثة الأيام الماضية ... أنا ضعيف بعض الشيء، أتفهمني؟» «عجبا، أجل، لقد كنت لتوي سأقترح أن نذهب ونتناول كوبا من القهوة أو الشاي أو شيئا من هذا القبيل ... أعرف مطعما سوريا جيدا في شارع واشنطن.»
قال هارلاند، وهو يقف متماسكا: «هيا بنا إذن. هل أنت متأكد من أنك لا تمانع من أن يراك الناس مع فزاعة مثلي؟»
سقطت الصحيفة من يده. انحنى جيمي لالتقاطها. نخزه وجه من ضبابات بنية منظمة كما لو أن شيئا قد لمس عصبا في أحد أسنانه. كلا، لم يكن الأمر كذلك، لم يكن هذا شكلها، أجل، ممثلة شابة موهوبة تحقق نجاحا في عرض «فتاة الزينية» ...
قال هارلاند: «شكرا، لا تهتم، لقد وجدتها هناك.» ألقى جيمي بالصحيفة ؛ فسقطت على وجهها. «إنهم يضعون صورا قبيحة للغاية، أليس كذلك؟» «أمضي بعض الوقت في النظر إليها، أحب متابعة ما يجري في نيويورك بعض الشيء ... فحتى وضيع الشأن له حقوق كما تعرف، لوضيع الشأن حقوق.» «أوه، كل ما قصدته أنها ليست جيدة التصوير.»
الفصل السابع
الأفعوانية
يلقي الشفق الرصاصي بضوئه مثقلا على الأطراف الجافة لرجل هرم يسير في اتجاه برودواي. ويقف حول مطعم نيديك عند الناصية شيء يتلألأ في عينيه. فيمشي متثاقلا كدمية مكسورة في صفوف الدمى ذات المفاصل المطلية بالورنيش برأس متدل إلى داخل ما يشبه الفرن المتقد والمضطرب للضوء المشكل بالأحرف. يقول متذمرا للصبي الصغير: «أتذكر عندما كانت المروج في كل مكان.»
لويس إكسبريسو أسوسياشن، بهذا الاسم تراقصت الأحرف الحمراء على اللافتة أمام عيني ستان. «مسابقة الرقص السنوية». يدخل الشبان والشابات. «اثنان اثنان الفيل والكنغر». يتوغل دوي وصلصلة الأوركسترا عبر أبواب القاعة المتأرجحة. تمطر السماء في الخارج. «نهر واحد أخير، أوه ثمة نهر واحد أخير يتعين علينا عبوره.» يفرد طيات معطفه، ويعدل فمه ليبدو مستفيقا، ويدفع دولارين أمريكيين، ويذهب إلى قاعة كبيرة ذات أصوات مدوية ومعلقة بها رايات حمراء، وبيضاء، وزرقاء. مترنحا يتكئ إلى الجدار قليلا. «نهر واحد أخير» ... حلبة الرقص مليئة بالأزواج المهتزين الذين يتمايلون كسطح سفينة. الحال عند منضدة الشراب أكثر استقرارا. يقول الجميع: «جاس ماك نيل هنا، الهرم الطيب جاس.» تصفع الأيدي الكبيرة الظهور العريضة، وتزأر الأفواه سوداء في وجوه حمراء. ترتفع الكئوس وتميل متلألئة، ترتفع وتميل راقصة. يعرج رجل ضخم بوجه كوجوه النحل وعينين غائرتين وشعر مجعد على منضدة الشراب متكئا على عصا. «كيف حال الفتى يا جاس؟» «مرحى، ها هو الرئيس.» «جيد أن الرجل الهرم ماك نيل جاء أخيرا.» «كيف حالك يا سيد ماك نيل؟» هدأت الأصوات عند منضدة الشراب.
يلوح جاس ماك نيل بعصاه في الهواء. «هيا يا رفاق، فلتحظوا بوقت جيد ... أيها الرجل الهرم بروك، أعد شرابا للصحبة على حسابي.» «إن الأب مولفاني معه كذلك. إنه لأمر جيد للأب مولفاني ... هذا الرجل أمير.»
Halaman tidak diketahui