393

Pembebasan Penyerahan dalam Seni Puisi dan Prosa dan Penjelasan tentang Keajaiban Al-Quran

تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن

Editor

الدكتور حفني محمد شرف

Penerbit

الجمهورية العربية المتحدة-المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

Lokasi Penerbit

لجنة إحياء التراث الإسلامي

ومن حسن الإتباع اتباع أبي نواس جريرًا في قوله " الوافر ":
إذا غضبت عليك بنو تميم ... حسبت الناس كلهم غضابًا
حيث قال ونقل المعنى من الفخر إلى المديح: سريع
ليس لله بمستنكر ... أن يجمع العالم في واحد
فزاد على جرير زيادات: منها أن جريرًا أخرج كلامه مخرج الظن حيث قال: حسبت وإن كانت قد تقع بمعنى العلم خرجت المبالغة إلى حد الغلو، وعيب الكلام بما هو أشد من التقصير.
ومنها أن جريرًا لم يذكر من العالم سوى نوع الإنسان، وأبو نواس زاد على جرير بما يتضمنه ذكر العالم من الملائكة والجن والأفلاك وكل موجود سوى الله سبحانه، وأخرج كلامه مخرج الإسجال، بثبوت دعواه في هذا الممدوح بتعظيم قدرة الله تعالى على الإتيان بهذا الخارق الذي لا يقدر عليه غيره، واتبع أبا نواس في هذا المعنى الوزير المغربي فقال بسيط
حتى إذا ما أراد الله يسعدني ... رأيته فرأيت الناس في رجل
فإن الوزير أحسن إتباعه لأبي نواس بما وقع له من الزيادات، منها الإيجاز، فإنه عمل معنى عجز بيت أبي نواس في بعض عجز بيته، فنقله من ثمانية عشر حرفًا إلى أربعة عشر حرفًا، والتعليل في كونه جعل العلة في إسعاده رؤية هذا الممدوح، وجعل ذلك مراد الله سبحانه ليحقق

1 / 478