Pembebasan Penyerahan dalam Seni Puisi dan Prosa dan Penjelasan tentang Keajaiban Al-Quran

Ibn Cabd Wahid Ibn Abi Isbac d. 654 AH
32

Pembebasan Penyerahan dalam Seni Puisi dan Prosa dan Penjelasan tentang Keajaiban Al-Quran

تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن

Penyiasat

الدكتور حفني محمد شرف

Penerbit

الجمهورية العربية المتحدة-المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

Lokasi Penerbit

لجنة إحياء التراث الإسلامي

مع الطباق والتكميل الدالين على غاية الهجاء إيغال حسن، لأنه لو اقتصر على قوله " لا يغدرون ولا يفون " تم له القصد الذي أراده، وحصل المعنى الذي قصده، لكنه لما احتاج إلى القافية ليصير الكلام شعرًا أفاد بها معنى زائدًا حيث قال: " لجار " لأن الغدر بالجار أشد قبحًا من الغدر بغيره فإن قيل: لعنة الشاعر لهم في أول كلامه تدل على أنه أراد بقوله: " لا يغدرون " الهجاء فبطل، تأويله. قلت: ظاهر الغدر القبح، وإنما يستحسن إذا أريد به وصف فاعله بالقدرة وهو من مذهب الجاهلية والشعر الإسلامي، فيحتمل منه لعنه لهم إذا حلمنا نفي الغدر عنهم على صفة المدح أنه أراد باللعنة المبالغة في استحسان ما وصفهم به، فإن من مذهب العرب ذلك، ألا تراهم كانوا يسمون نوادر الأشعار كالمعلقات وأمثالها المخازي والملاعن، لأن سامعها يقول: أخزاه الله ما أشعره، ولعنه الله ما أصدقه. وطباق السلب، وهو أن يأتي المتكلم بجملتين أو كلمتين، إحداهما موجبة والأخرى منفية، وقد تكون الكلمتان منفيتين، وقد تقدم في شعر الفرزدق مثال ما وقع في الكلمتان منفيتين، وأما ما وقعت فيه إحدى الكلمتين منفية والأخرى موجبة فمثاله قول بشر بن هارون وقد ظهر منه فرح عند الموت، وقيل له: أتفرح بالموت؟ فقال: ليس قدومي على خالق أرجوه كمقامي مع مخلوق لا أرجوه، وقد نظم منصور الفقيه هذا المعنى فقال كامل:

1 / 114