Pembebasan Pemikiran
تحرير الأفكار
Genre-genre
والجواب، وبالله التوفيق: وجوب طاعة ولاة الحق والعدل لا ينكر، وقد نص عليه القرآن في قول الله تعالى: ] يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم [(1)[85]) فالروايات الموافقة لهذا لا تنكر، ولكن الذي ينكر هو الروايات في وجوب طاعة الجبابرة المفسدين، وتحريم الخروج عليهم لدفع ظلمهم وفسادهم، فالروايات منكرة. لأن الله تعالى يقول: ] ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا [(2)[86]) ويقول تعالى: ] ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون [(3)[87]) وأي منكر أعظم من منكرات الجبابرة الذين يقتلون الأبرياء ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس، ويأكلون أموال الناس بالباطل، ويتخذون العمال الظلمة، ويسعون في رفع كلمة الباطل وإضاعة الحق، فيعم الطغيان والفساد جميع أقطار البلاد، إذا تركوا وشأنهم، ويثبتون قواعد الباطل لمن بعدهم ؟ فكيف يجوز الأمر بطاعتهم وجعل ذلك سنة وجماعة، وهو تقوية لظلمهم ومعاونة لهم على الإثم والعدوان ؟ والله تعالى يقول: ] وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان [(4)[88]). فالحق أنه لا طاعة للذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق، بل الواجب معاونة من قام لنصرة الدين ودفع الظلم والعدوان. لأنه من الجهاد في الله، وقد قال تعالى: ] وجاهدوا في الله حق جهاده [(5)[89])، ولأنه من قتال الفئة الباغية وقد قال الله تعالى: ] فقاتلوا التي تبغي [(6)[90]). فكيف يقول أبو بكر: « يرى السيف على أمة محمد » ؟ وهل هذا إلا من الإرجاف والتهجين ؟ وصواب العبارة: يرى السيف على الجبارين الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق وعلى أنصارهم، لأنه لا ولاية لهم شرعية، ولا حق لهم في سلطان المسلمين، فهم بغاة معتدون طغاة مفسدون، وما روي خلاف ذلك فهو منكر.
قال أبو بكر بن إسحاق عطفا على ما مر: « أو قدري اعتزل الإسلام وأهله، وكفر أهل الإسلام الذين يتبعون الأقدار الماضية التي قدرها الله تعالى وقضاها... ».
وقد مر هذا والجواب عنه.
قال أبو بكر: « أو جاهل يتعاطى الفقه ويطلبه من غير مظانه إذا سمع أخبار أبي هريرة فيما يخالف مذهب من قد اجتبى مذهبه ».
والجواب: إنهم قد وقعوا في مثل هذا، حيث ضعفوا رواة فضائل علي(عليه السلام)لمخالفتها مذهب من قد اجتبوا مذهبه واختاروه، فأنكروها وضعفوا رواتها لأنهم عندهم يروون المناكير. فكيف يلومون من صنع مثل صنيعهم، فأنكر روايات أبي هريرة فيما ينصر مذهب النواصب، ويعارض المذهب الظاهر من مذهب أهل البيت(عليهم السلام)؟
انتهى الجواب على أبي بكر بن إسحاق الذي أشار إلى مناكير أبي هريرة وأنواعها في نصرة تشبيه الله سبحانه وتعالى، ومعارضة إثبات عدله وحكمته، ونصرة الجبابرة المفسدين، وجعل الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر، المجاهدين في الله خوارج يرون السيف على أمة محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)بغاة معتدين.
قال السيد العلامة الكبير عبدالله بن الهادي الحسن بن يحيى القاسمي المؤيدي في حاشية « كرامة الأولياء » في فصل إسلام أبي طالب: وأما حديث أبي هريرة هذا فهو من كيسه، على أنه متأخر الإسلام، وليس فيه شيء مرفوع. وكلامه عندنا حكمه حكم السراب، لأنه رجل فارق أمير المؤمنين ووالى القاسطين يعني معاوية وأتباعه وعمل لهم، ولا يجهل ذلك إلا جاهل. ثم أن الأئمة قد طعنوا في أمانته. انتهى المراد.
Halaman 138