Tahqiq Wusul
كتاب تحقيق الوصول إلى شرح الفصول
Genre-genre
قال أبقراط: إن من حالات الهواء في السنة بالجملة قلة المطر أصح من كثرته وأقل موتا أي أن الموت الذي يكون فيه من السنة قلة المطر أصح من الذي يكون فيه كثرة المطر وذلك لأن أكثر الأمراض يحدث عن العفونة وكثرة المطر يلزمها كثرة العفونات * المستعدة (7) للعفن. قال جالينوس اللهم إلا أن ينقي الإنسان بدنه منها كل يوم بالرياضة فقط وقلة المطر على العكس من ذلك. انتهى.
[commentary]
وما يذكر الآن تفصيل لما يذكر.
16
[aphorism]
قال أبقراط: فأما الأمراض التي تحدث عند كثرة المطر في أكثر الحالات فهي حميات طويلة وذلك PageVW0P058A لأن الرطوبات الحاصلة من كثرة المطر الحادث عنها هذه الحميات كثيرة واستطلاق البطن أي إسهاله وذلك لكثرة ما ينزل من تلك الرطوبات إلى البطن غير أن هذه غير ساحجة ولهذا لم يعرض عنها اختلاف الدم و لكثرة هذه الرطوبة يحدث أيضا عفن وصرع وسكات. قال القرشي ولذلك لأن ما يحتبس من هذه الرطوبات في الرأس يحدث عنها الصداع والسكتة وإنما لم يلزم ذلك في الصورة التي كان الخريف فيها جنوبيا بعد صيف شمالي لأن الرطوبات تكون هناك قليلة المقدار حارة فيكون إحداثها للصرع أولى و يحدث أيضا ذبحة إن مالت الرطوبة إلى الحلق فأما الأمراض التي تحدث عند قلة المطر فهي رمد يابس لحدة هذه المادة ليبوسة الهواء حينئذ وسل. قال القرشي إذا قلت المطر قلت الرطوبات من البدن واجتدب ليبوسة الهواء حينئذ فيحدث عنها قرحة الرئة إذا نزلت إلى هناك ويحدث أيضا حمى الدق في الأبدان الشديدة الحرارة ويحدث دق الشيخوخة وهزال العين وبالجملة يحدث عن يبس الهواء الحاصل من قلة المطر السل بالمعنى المذكور في الأبدان القابلة PageVW0P058B لذلك وارتضى هذا أيضا ابن القف، وجالينوس استبعد حصول السل هنا وحكى أن قوما فهموا من السل سد العين ووجع المفاصل والنفوس وذلك لأن هذه الرطوبات وإن قلت فهي حادة كريهة وحينئذ تكرهها الطبيعة فما دفعته منها إلى الأطراف حدث عنها ما ذكر وتقطير البول لشدة إيلامه بما يخالطه من المواد الحارة واختلاف الدم أي إسهاله وذلك لأن هذه المادة إذا نزلت إلى الأمعاء أسحجتها وحينئذ يحدث ما يذكر. كذا قرره القرشي وتبعه ابن القف وجالينوس استبعد حصول هذه الأمراض الثلاثة عن يبوسة الهواء بواسطة قلة المطر.
[commentary]
هذا وما يذكر الآن يدل على التأثر بالتغير اليومي.
17
[aphorism]
Halaman tidak diketahui