Tahqiq Wusul
كتاب تحقيق الوصول إلى شرح الفصول
Genre-genre
قال أبقراط: إن انقلاب أوقات السنة مما يفعل في توليد الأمراض في الأبدان المتهيئة. لذلك سواء كان التغير المذكور في فصول السنة كلها أو في بعضها. واعلم أن ابن القف أورد هنا سؤالا وهو أن الألف واللام هنا لحقيقة المرض أي التغير الخارجي عن المجرى الطبيعي وحينئذ تتحقق الحقيقة بوجودها في بعض الأفراد ويظهر لي جواب آخر وهو أن الألف واللام للاستغراق العرفي لا الحقيقي فلا يفيد العموم مثل ما يقال جمع الأمير الصاغة أي صاغة البلد هذا وقد فهم جالينوس من الانقلاب هنا خروج الفصول عن طبائعها سواء كان مناسبا أو مضادا معللا ذلك بأن هذا يقتضي الأمراض خاصة بخلاف التغير الفصلي فإنه كما يعمل في توليد الأمراض PageVW0P053A يعمل أيضا في برئها وعارضه الرازي في ذلك بما ذكره من التفسير الفصلي وهو أن التغير الذي أراده يتأتى فيه ما قاله في التغير الفصلي ويلزمه ما ألزم به إذا كان في الوقت الواحد منها التغيير الشديد في البرد أو في الحر لقوة تأثيرهما حينئذ خصوصا وهما فاعلان ومعنى قوله وكذلك في سائر الحالات على هذا القياس أن الحال في المآكل والمشارب والنوم واليقظة كذلك فإنها إذا تغيرت عن مقتضى طبائع الفصول تغيرا شديدا كانت موجبة للأمراض. فحاصله أن التغير المذكور يؤثر في الأبدان المستعدة فإنها لا تتأثر بالتغير المذكور. يؤيد هذا ما نذكره الآن
2
[aphorism]
قال أبقراط: إن من الطبائع أي الأمزجة ما يكون حاصله في الصيف أجود وفي الشتاء أردأ كبارد المزاج. ومنها ما يكون حاله في الشتاء أجود وفي الصيف أردأ كحار المزاج وذلك لأن الحار يزيد البدن الحار حرارة فيزداد خروجا عن الاعتدال فيصير أردأ والبارد يزيده برودة فيرده إلى الاعتدال فيكون حاله أجود وعلى هذا فقس. واعلم أن الرازي ناقض هذا الفصل PageVW0P053B بقولهم أن الصحة تحفظ بالمثل وأجاب ابن القف أن المراد من قولهم المثل الغذاء لا الدواء والهواء حكمه حكم الدواء في التأثير. انتهى.
[commentary]
وما يذكر الآن دليل على أن لأوقات السنة وغيرها تأثير في الأبدان.
3
[aphorism]
قال أبقراط: كل واحد من الأمراض فحاله عند شيء دون شيء أمثل وأردأ وأسنان ما قال جالينوس الأجود أن يقال كل واحد من الأمراض والأسنان فحاله عند أوقات من السنة وبلدان وأصناف من التدبير أمثل وذلك إذا كانت هذه المذكورات مضادة لأنهما حينئذ يعودان إلى الاعتدال وهذا لا ينافي كون المرض إذا حدث في المضاد يكون أخطر وأردأ وذلك يقوي حصول خروجهما عن الاعتدال ولا ينافي هذا كون المرض في المناسب أقل خطرا. واعلم أن بعضهم حمل هذا الفصل على معنى آخر وهو أن كل واحد من الأمراض فحاله عند شيء من أوقات السنة وأسنان ما وبلدان وأصناف من التدبير أمثل وعند شيء من هذه أردأ. انتهى.
[commentary]
Halaman tidak diketahui