Tahqiq Wusul
كتاب تحقيق الوصول إلى شرح الفصول
Genre-genre
[aphorism]
قال أبقراط: العمر، وهو مدة بقاء النفس الناطقة مع الجسم،
[commentary]
قصير: إذ غالب الأعمار ما بين الستين والسبعين، وأطولها مدة مائة وعشرون سنة، وهذا هو العمر الطبيعي. والعمر لا يجاوز هذه المدة إلا نادرا. والله أعلم. تنبيه: اعلم أن هذا الحكم من الإمام إنما هو بحسب زمانه، وحينئذ فلا يرد الاعتراض بالأعمار الطويلة المنقولة في التواريخ المؤيدة بالكتب الإلهية كعمر السيد نوح عليه الصلاة والسلام، وأعمار غيره ممن وجد في سالف الدهور، وذلك لأن هذه الأعمار كانت موجودة قبل زمانه انتهى.
والصناعة: ملكة نفسانية تقتدر بها على استعمال موضوعات PageVW0P004B ما نحو غرض من الأغراض على سبيل الإرادة صادرة عن بصيرة بحسب الممكن فيها. وقال بعض العلماء هي ملكة حاصلة من * التمرن (19) على العمل، والمراد بها هنا الطب.
طويلة: وذلك لأن الطب مسائله تتغير بتغير تغيرات أبداننا، وهي متجددة على اللحظات. تنبيه: اعلم أن جالينوس قال إن العمر قصير بالنسبة إلى الصناعة والصناعة طويلة في نفسها. والذي ارتضاه القرشي أن العمر قصير في نفسه * والصناعة طويلة في نفسها وقيل المراد أن العمر قصير بالنسبة إلى الصناعة (20) والصناعة طويلة بالنسبة إلى العمر، فعلى هذا يكون قوله: والصناعة طويلة مستغنى عنه. ولا يلزم هذا على ما ذهب إليه جالينوس، إذا الصناعة عنده طويلة في نفسها ولا على ما اختاره القرشي وهو ظاهر، لكن يلزم قول القرشي أن تكون الصناعة طويلة بالنسبة إلى العمر والعمر * قصيرا (21) بالنسبة إليها.
والوقت ضيق: والمراد به الزمان الذي يتمكن الإنسان من صرفه إلى الاشتغال بالصناعة، وهو المراد بقول بعضهم * أنه (22) وقت التعليم. وقال جالينوس: المراد به وقت استعمال التدابير الجزئية ولا يخفى ضيقه بكل واحد من هذين المعنيين. أما على المعنى الثاني، فواضح، وأما PageVW1P005B على المعنى * الأول (23) PageVW0P005A فلكثرة الموانع من * الاشتغال (24) .
والتجربة : هي امتحان فعل ما يورد على البدن إما * لتحقق (25) دلالة القياس أو * لغيره (26) .
خطر: لشدة قبول أبداننا للفساد مع * شرفها (27) . وقال جالينوس أصحاب القياس فهموا من قوله: «القضاء» القياس، وهذا يكون من باب إطلاق اللازم وإرادة الملزوم. وقيل المراد الحكم على المريض بما يؤول إليه حاله من صحة أو عطب. وقيل المراد الحكم بموجب التجربة وبالجملة فذلك عسر شاق، وعسر القضاء وخطر التجربة يدلان على صعوبة إدراك هذه الصناعة لأن اكتسابها إنما يتم بهما. هذا آخر الفصل الأول عند القائلين به.
وقد ينبغي لك: أيها القارئ لكتابنا المتعلم منه. ابتدأ الفصل الثاني أن لا تقتصر: إذا كنت معالجا على توخي: أي تحري، وهو الاجتهاد في طلب فعل ما ينبغي: أن تفعله من التدبير الصواب دون أن يكون ما يفعله المريض ومن يحضره: من الخدام والعواد كذلك: وذلك بأن يكونوا مطيعين لما تشير إليه، وكذلك الأشياء التي من خارج: وذلك كالأخبار PageVW1P006A السارة ولقاء الأحبة ونحو ذلك. واعلم أن الفصل الثاني وإن كان ظاهرة المشورة فمقصود الإمام به الإخبار وحينئذ يكون PageVW0P005B مناسبا للفصل الأول، وذلك لأنه لما أخبر أولا بقصر العمر وطول الصناعة كأنه أخبر ثانيا بأن استعمالها عسر، ولما كانت هذه المقالة مشتملة على قوانين التغذية، وهي إنما تكون بعد نقص الفضول من الأمعاء وغيرها، فذكره لفصل يدل على ذلك مناسب.
Halaman tidak diketahui