قال ابن عبد البر: لا يعرف سعيد إلا بهذا الحديث١.
قلت: ولم يذكر أحد له لقاء بالنبي ﷺ بعد المبعث والله أعلم.
الثاني: أن الصحابي إذا لقي النبي ﷺ وصحبه ثم ارتد بعد وفاته ثم رجع إلى الإسلام، هل تحبط ردته ما ثبت له من شريف الصحبة، حتى إنه لا يعد فيهم أو لا..؟ لأنه رجع إلى الإسلام بعد ذلك.
هذا مما فيه نظر. ولا يبعد على أصل الحنفية القائلين بأن هذا إسلام جديد، يجب عليه فيه الحج وإن كان قد حج أولًا، فقد حبط ذلك الحج أن يقال بأن صحبته للنبي ﷺ بطل حكمها وبقي كمن لمن يسلم إلا بعد وفاته.
وأما على أصول أصحابنا فلا يجيء ذلك لأن الحبوط مشروط بالوفاة على الردة فلما رجع هذا إلى الإسلام، بقي حكم الصحبة في حقه متسمرًا، ولهذا ذكروا الأشعث بن قيس من جملة الصحابة وعدوا أحاديثه من المسندات، وكان ممن ارتد بعد النبي ﷺ ثم رجع إلى الإسلام بين يدي أبي بكر رضي الله عنه٢ وزوجه أخته٣، والله أعلم.
_________
١ الإستيعاب ٢/١٧.
* الأمريكية: منقدح.
٢ انظر السخاوي ٣/٩١.
وانظر أدلة كل فريق باستيعاب في كتاب: «صحابة رسول الله» تأليف الأستاذ عبادة أيوب ص ٥٥.
٣ هي أم فروة.
وانظر ترجمتها في الإصاة ٤/٤٨٢.
1 / 49