٣ - انتشارُ الخلافاتِ المذهبيَّة والطَّائفيَّة.
ومع أنَّ الأمَّةَ الإسلاميّةَ استطاعت بفضل الله ثمّ بفضلِ جُهودِ المخلصين للإسلام آنذاك تجاوز خطر السَّببين الأوَّلين؛ في القضاءِ عَلى الإسلامِ واقْتلاع جذُوره؛ بالتَّصدِّي لحملاتِ الصَّليبِ العَاتية؛ بلْ وتَوجيه ضَرباتٍ موجعةٍ لها عَلى أَيْدي الأَيُّوبيِّين، وبخاصَّةٍ صلاح الدِّين (١) الأيُّوبيّ الَّذي أَوقع بهم هزيمةً ساحقةً في معركةِ حطِّين سنة (٥٨٣ هـ)؛ كسرَ من خلالها شوكتَهُم، واستردَّ بيت المقدِس بعدَ غيابٍ زاد عَلى تسعين عامًا (٢).
وكذا هزيمة التَّتارِ عَلى أَيدي المماليك بقيادةِ الملك المُظفَّر قُطُز (٣) في
_________
= للسّيوطيّ: (٤٧١ - ٤٧٣).
(١) هو / أَبو المظفر، يوسفُ بن أيّوب بن شادي، الملقّب بالملك النَّاصر، أحدُ ملوك بني أيّوب؛ قائدٌ فذٌّ؛ أعاد الله به سيرة الفاتحين الأوّلين، وبه ردَّ كيد الحاقدين الصَّليبيِّين، وُلِد بتكريت سنة (٥٣٢ هـ)، ونشأَ بالشَّام، وابتدأَ حكمُه بمصر، ثمّ توسَّعت أطرافُ مملكتِه. تُوفِّي - يرحمه الله - سنة (٥٨٩ هـ).
ينظر في ترجمته: الكامل في التَّاريخ؛ لأبي الحسن عليّ بن الأثير: (١٠/ ٢٢٤ - ٢٢٥)، وسيرُ أَعلامِ النُّبلاء؛ لشمس الدِّين الذّهبي: (٢١/ ٢٧٨ - ٢٩١)، الأَعلام: (٨/ ٢٢٠)؛ وقال مؤلّفه: "وللمصنّفين كتبٌ كثيرةٌ في سيرته؛ منها كتابُ: "الرَّوضتين" لأبي شامة ...، و" النَّوادر السُّلطانيَّة"، و"المحاسن اليوسفيّة" لابن شدَّاد ... ".
(٢) ينظر: الكامل في التَّاريخ، أحداث سنة (٥٨٣ هـ): (١٠/ ١٤٦ - ١٥٨).
(٣) هو / سيف الدِّين؛ قُطُز بن عبد الله المعزى: ثالثُ ملوك التُّرك الماليك، كان فارسًا شجاعًا، سائسًا، ديّنًا، محبّبًا إلى الرَّعية، قُتل غَدْرًا وهو في طريقه إلى مصر سنة (٦٥٨ هـ) ولَمْ يُكمل سنةً في السَّلطنة.
ينظر في ترجمته: سيرُ أَعلامِ النُّبلاء: (٢٣/ ٢٠٠)، طبقاتُ السِّبكيِّ: (٨/ ٢٧٧)، =
1 / 39