Tahkim Cuqul
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
Genre-genre
ويقال لهم: أليس الكلام لا يفيد إلا ترتيب الحروف؟ فيقال: زيد، فإذا كان الكلام قديما لا يترتب بعضه على بعض، فليس قولنا زيد أولى من أن يكون يزدا أو ديزا؛ لأن الحروف قديمة والترتيب إنما يصح فيما يحدث بعده بعد بعض.
ويقال لهم: أليس خص موسى بالكلام في وقته دون سائر الناس؟ فلا بد من: بلى، فيقال: لم صار مكلما له دون خلقه؟ ولو كان صفة لذاته لوجب أن يكون متكلما مع سائر الخلق وأن لا يقف ذلك على واحد إذ لا اختصاص لواحد بذاته.
ويقال: هل كان كلامه مع موسى وغيره موقوفا على اختياره أم لا؟.
فإن قال: لا، تجاهل، وإن قال: بلى.
قلنا: وقف على اختياره بكونه فعله لا صفة ذاته.
ويقال له: كلامه مؤلف منظوم أو حرف واحد هو أمر ونهي وخبر واستخبار وتوراة وإنجيل.
فإن قالوا: حروف وافقونا، والحروف لا تكون قديمة، وإن قالوا: شيء واحد.
قلنا: فلو وجد ذلك الشيء في قلب الواحد منا لوجب أن يكون متكلما وإن لم يوجد منه هذه الحروف.
ويقال لهم: ذلك المعنى غير الحروف أو هو الحروف؟.
فإن قالوا: هو الحروف وافقنا، وإن قال: غيرها.
قلنا: فوجب أن يجوز وجود أحدهما مع عدم الآخر فتوجد هذه الحروف المنظومة ولا يكون متكلما بأن لا يوجد ذلك المعنى، أو يوجد ذلك المعنى ولا توجد الحروف فيكون متكلما إذ لا تعلق بينهما حتى أن أحدهما لا يوجد إلا مع الآخر.
وبعد فلو كانا معنيين ومع ذلك لا يجوز وجودهما إلا معا لالتبس الجنس بالجنسين وهذا فاسد.
ويقال لهم: القرآن خلاف الله تعالى أو مثله ولا واسطة بينهما؟ لأن الخلاف والوفاق يجري مجرى النفي والإثبات.
فإن قالوا: مثله.
Halaman 149