Tahkim Cuqul
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
Genre-genre
ويقال: أكان الله متكلما بهذا الجنس لم يزل أم لا؟ فإن قالوا: لا أبطل جميع علله، وإن قال: نعم، أثبت ما فيه دلالة الحدث قديما .
ويقال لهم: ما تقولون، القرآن كلام الله تعالى أم لا؟.
فإن قالوا: لا، ردوا الكتاب والسنة والإجماع، وخرجوا من الدين، ولحقوا بمن كان يقول النبي - صلى الله عليه وآله - قاله وأنه ليس بكلام الله، وإن قالوا: نعم، قلنا: فهو هذه السور.
قلنا: ففيها دلالة الحدث؛ لأن بعضه متقدم على بعض وفيه حكايات عن ماضي، وهو بلغة العرب، وهو أصوات وحروف، وإن قالوا: ليس هو، قلنا: خالفتم الكتاب والسنة والإجماع.
ويقال لهم: القرآن غير الله أو هو الله أو بعضه؟
فإن قالوا: غيره.
قلنا: فإثبات غيره قديما لا يجوز؛ لأن فيه إثبات ثاني مع الله.
وإن قالوا: القرآن هو الله.
قلنا: باطل؛ لأنه لو كان كذلك لجاز أن يقال القرآن هو الخالق والرازق وهو المعبود، وأنه إله وأنه يتلى، والقديم سبحانه لا تصح عليه التلاوة.
فإن قال: هو بعضه.
قلنا: فيلزمكم جميع ما ألزمناكم لو قلتم أنه هو الله، ويلزمكم أيضا أن يكون تعالى ذو أبعاض.
ويقال لهم: أليس القرآن عربيا وسورا وآيات بعضها قبل بعض، وفيه ناسخ ومنسوخ، ومجمل ومبين، وعموم وخصوص، وحروف منظومة، وكلام فاختص القرآن بهذه الصفات، كل ذلك يستحيل على القديم، والقديم عالم قادر حي سميع بصير فاعل باري لا مثل له، وهذه الصفات تستحيل على القرآن، فلو لم يدل هذا على الغيرية لما كان في الدنيا شيئين غيرين.
فإن قالوا: لا هو هو ولا غيره ولا بعضه.
Halaman 146