240

Penyusunan Kepimpinan dan Pengurusan Politik

تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

Penyiasat

إبراهيم يوسف مصطفى عجو

Penerbit

مكتبة المنار

Nombor Edisi

الأولى

Lokasi Penerbit

الأردن الزرقاء

وَقيل استزار إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي أَخَاهُ هَارُون الرشيد بالرقة وَلما حضر الطَّعَام وَكَانَ الرشيد لَا يَأْكُل حارا قبل بَارِد فَوضعت البوارد بَين يَدَيْهِ على الْمَائِدَة فَرَأى فِيمَا قرب مِنْهُ جَاما فِي قُرَيْش السّمك فاستصغر الْقطع فَقَالَ لإِبْرَاهِيم لم يصغر طباخك السّمك فَقَالَ إِنَّه لم يصغر الْقطع وَإِنَّمَا هَذِه أَلْسِنَة السّمك فَقَالَ شَبيه أَن يكون فِي هَذَا الْجَام مائَة لِسَان فَقَالَ لَهُ مراقب خَادِم إِبْرَاهِيم يتَوَلَّى قهرمته فِيهِ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَكثر من مائَة لِسَان فاستحلفه على مبلغ ثمن السّمك الَّذِي مِنْهَا هَذِه الْأَلْسِنَة فَأخْبر أَنه ألف دِرْهَم فَرفع هَارُون يَده عَن الطَّعَام وَحلف أَن لَا يطعم دون أَن يحضر مراقب ألف دِينَار فأحضرها فَأمره أَن يتَصَدَّق بهَا وَقَالَ أَرْجُو أَن يكون هَذَا كَفَّارَة لسرفك فِي إنفاقك على جَام سمك ألف دِرْهَم ثمَّ أَخذ الْجَام بِيَدِهِ وَدفعه إِلَى بعض خدمه وَقَالَ أخرج من دَار أخي ثمَّ أنظر أول سَائل ترَاهُ فادفعه إِلَيْهِ قَالَ إِبْرَاهِيم وَكَانَ شِرَاء الْجَام على مئتين وَسبعين دِينَارا فغمزت بعض خدمي أَن مَعَ الْجَام فيبتاعه مِمَّن يدْفع إِلَيْهِ وَكَأن الرشيد فهم ذَلِك مني فَهَتَفَ بالخادم وَقَالَ إِذا دفعت اللجام إِلَى السَّائِل فَقل لَهُ يَقُول لَك أَمِير الْمُؤمنِينَ أحذر أَن تبيع الْجَام بِأَقَلّ من مئتي دِينَار فَإِنَّهُ يُسَاوِي أَكثر مِنْهَا فَفعل الْخَادِم مَا أمره قَالَ فوَاللَّه مَا أمكن خَادِم إِبْرَاهِيم أَن يَشْتَرِيهِ وَيَردهُ إِلَى الدَّار إِلَّا بِمِائَتي دِينَار كَمَا أوصى أَمِير الْمُؤمنِينَ وَلما حمل الشَّافِعِي ﵀ من الْيمن إِلَى الرشيد حِين وشي بِهِ

1 / 334