على ثلاثة أوجه: على المعدومات، في مقدوره على أنه يوجده، وعلى الموجودات
بأن يفنيه، وعلى مقدور غيره، بأن يقدر عليه ويمنع منه، عن أبي بكر أحمد بن علي، وقيل: هو خاص في مقدوراته، وأخرج على العموم للمبالغة بأنه قادر، عن أبي علي، ولا يجوز أن يكون قادرا على مقدور غيره؛ لأن مقدورا بين قادرين لا يجوز؛ لأنه يؤدي إلى أن يكون الشيء موجودا معدوما.
* * *
(الأحكام)
الآية تدل على أن المراد بقوله: صم بكم عمي التشبيه، وأراد تصاممهم؛ لأنه أثبت لهم هذه الأعضاء، بقوله: ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم.
وتدل على وعيد هؤلاء بأنهم لا يفوتونه، ولا ينبغي أن يغتروا بطول المهلة.
وتدل على أن المنافق على خطر عظيم، وأن التحرز عن مثلهم واجب.
قوله تعالى: (ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون (21)
* * *
(اللغة)
(يا): نداء، تقول: يا رجل، و(أي): اسم مبهم، و(ها) تنبيه لازم ل (أي) في النداء؛ لأن النداء موضع تنبيه، فلما كانت (ها) تلحق للتنبيه في غير النداء لزمت (يا)
لأنه مبهم وقع موقعا حقيقا بالتنبيه؛ ألا ترى أنهم جعلوا له أدوات التنبيه كيا، وأيا، وهيا.
والخلق والفعل والإحداث نظائر، وبينها فرق، فالخلق: الإيجاد على تقدير، والإحداث: الإيجاد عن قرب عهد، ومنه سمي الحديث حديثا، والفعل يقع على الجميع، والخلق أيضا التقدير للشيء كما يريد، قال الشاعر: فلأنت تفري ما خلقت وبع ... ض القوم يخلق ثم لا يفري (الإعراب)
Halaman 278