325

(المعنى)

ثم أخبر تعالى عن اليهود، وما قابلوا به رسوله، فقال تعالى (ولما جاءهم)

يعني جاء اليهود الذين كانوا في عصر النبي - صلى الله عليه وسلم - قيل: محمد - صلى الله عليه وسلم - عن السدي وأكثر المفسرين، وقيل: أراد بالرسول الرسالة، قال الشاعر: لقد كذب الواشون ما بحت عندهم ... بليلى ولا أرسلتهم برسول عن أبي مسلم، قال علي بن عيسى: وهذا خلاف الظاهر، وقليل في الاستعمال مصدق لما معهم قيل: مصدق لكتبهم؛ لأنه جاء على الصفة التي تقدمت البشارة، وقيل: يصدق بالتوراة، أنها حق من عندالله لما معهم قيل: التوراة والإنجيل، عن الحسن، وقيل: التوراة؛ لأن الخبر عن اليهود دون النصارى نبذ قيل: ترك وألقى فريق طائفة من الذين أوتوا الكتاب.

ومتى قيل: لم قيل: من الذين أوتوا الكتاب ولم يقل: منهم وقد تقدم ذكرهم؟

قلنا: فيه قولان: الأول: أنه أريد به علماء اليهود، فأعيد ذكرهم لاختلاف المعنى، عن أبي القاسم.

الثاني: للبيان لما طال الكلام.

كتاب الله قيل: القرآن، عن أبي علي، وقيل: التوراة، عن السدي والأصم وأبي مسلم، قال السدي: نبذوا التوراة، وأخذوا بكتاب آخر، وسحر هاروت وماروت وراء ظهورهم هذا كناية عن تركهم العمل به، فأخير أنهم كفروا بإنكار الرسل، ونبذهم كتاب الله وراء ظهورهم.

ويقال: هل كان هؤلاء معاندين؟

قلنا: نعم عن قتادة وأكثر أهل العلم، قال أبو علي: ولا يجوز على جماعتهم

Halaman 516