Tahdhib Fi Tafsir

Hakim Jushami d. 494 AH
144

والعدو: نقيض الولي، والعداوة المصدر، وأصله من المجاوزة ومنه المعاداة؛ لأن كل واحد يبالغ في مكروه صاحبه حتى يتجاوز الحد، واشتق من ذلك: تعادى القوم: تبالغوا في حرب أو غيره، كأن كل واحد يعدو في إثر صاحبه.

والقرار والثبات واحد قر قرارا، والاستقرار الكون أكثر من وقت على حال، والمستقر يحتمل معنى الاستقرار، ويحتمل معنى المكان الذي يستقر فيه.

والمتاع: ما يستمتع به الإنسان، وكل شيء تمتعت به فهو متاع، وأصله التمتع، وهو التلذذ.

والحين: وقت من الزمان، يقال: حان أن يكون كذا وكذا، ويجمع على الأحايين، والحين بالفتح الهلاك، وأصل الباب الوقت، والحين الوقت الطويل، والحين وقت الهلاك، ثم كثر فسمي الهلاك حينا.

* * *

(المعنى)

ثم بين تعالى حال آدم في الجنة وما أتى فقال تعالى: (فأزلهما الشيطان عنها) قيل: حملهما على الزلة بأن وسوس إليهما، وقيل: أزالهما عن الجنة، وما كانا فيه من الرتبة العظيمة.

ومتى قيل: لماذا أضاف ذلك إلى الشيطان، وهما فعلاهما؟

قلنا: لأنه حصل عند وسوسته، فكان النسبب هو، كما يقال: صرفني فلان عن هذا الأمر. والشيطان المراد به إبليس (فأخرجهما مما كانا فيه) من النعمة والدعة، وأضاف الإخراج إليه؛ لأنه كان بوسوسته.

ومتى قيل: هل كان إخراجهما عقوبة؟

قلنا: لا؛ لأن ذنبه وقع صغيرا مكفرا، ولأنه تعالى لا يعاقب أنبياءه كما لا يعاديهم ولا يلعنهم، ولأن الإخراج من الجنة والإهباط إلى الأرض كان بعد التوبة.

ويقال: كيف وصل إبليس إلى آدم وحواء حتى وسوس إليهما وكلمهما؟

Halaman 335