159

Tahbir

التحبير لإيضاح معاني التيسير

Penyiasat

محَمَّد صُبْحي بن حَسَن حَلّاق أبو مصعب

Penerbit

مَكتَبَةُ الرُّشد

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Lokasi Penerbit

الرياض - المملكة الْعَرَبيَّة السعودية

Genre-genre

أخرجه أبو داود (١) والنسائي (٢) [حسن]. قوله: "وعن الشَرِيدْ بن سويد الثقفي". أقول:- بفتح الشين المعجمة فراء [٣٤/ ب] فمثناة تحتية فدال مهملة - وسُويد - بالمهملة - مصغر. قال ابن عبد البر في الاستيعاب (٣): قيل: إنه من حضر موت، ولكن عداده في ثقيف روى عنه ابنه عمرو بن الشريد، ويعقوب بن عاصم، يعدّ في أهْل الحجاز [وذكر] (٤) بسنده أنه استنشده النبي ﷺ من شعر أُميَّة بن أبي الصلت مائة قافية، فقال: كادَ يُسلمُ (٥) انتهى. قوله: "فقال لها: من ربك؟ قالت: الله". أقول: فيه أنه يختبر إيمان من لم يعلم إيمانه بسؤاله عن ربه أي: مالكه وإلهه، فإنه ﷺ لما أراد معرفة إيمانها سألها عن ربها من هو واكتفى بإقرارها بأنه الله تعالى، وهذا جوابها كان عن الفطرة التي فطر الله عباده عليها، ولم يسألها عن صفاته، ولا عن شيء بعد إقرارها بربوبيته ولم يكلفها الدليل على أنه ربها بل كفاه إقرارًا به تعالى، ولم يأمرها بالنطق بكلمة التوحيد لعلمه بأنها بإقرارها بربوبيته مقرة بوحدانيته، ثم قال لها: "فمن أنا؟ " قالت: رسول الله. فقيل: إقرارها أيضًا واكتفى به عن طلب الدليل على ما أقرت به، ومن المعلوم أن مستند إقرارها برسالته ﷺ هو شهرة أمره، وأنه رسول الله، وإن لم تعرف معجزة، ولا عرفت إقامة بأدلة الرسالة، ثم حكم ﷺ لها بأنها مؤمنة بمجرد إقرارها بربية الله ورسالته ﷺ، ولم يسألها عن

(١) في "سننه" رقم (٣٢٨٣). (٢) في "سننه" رقم (٣٦٥٣)، وهو حديث حسن. (٣) في "الاستيعاب" (ص ٣٣٧) رقم (١١٨٦). (٤) في المخطوط (ب): وذكره. (٥) وهو حديث صحيح. أخرجه مسلم رقم (٢٢٥٥).

1 / 159