============================================================
-13- سلكوا، قنعوا من الدنيا بالبر وللبرد ، قطعوا بادية الهوى بأقدام الجد ، ما كان إلا قليل حتى قدموا من السفر، فاحيفتهم الراحة ودخلوا بلاد الوصل، هان عليهم طول الطريق لعلمهم أين المقصد ، فيا بشراهم يوم يلقاهم (هذا يؤمكم الذى كنتم توعدون) سثل ذو النون المصرى عن حملة القرآن فقال هم الذين مطرت عليهم سحائب الأشجان، ونصبوا الرا كب والأبدان وتسر بلوا باللخوف والأحزان، وشربوا بكاس اليقين وراضوا فوسهم رباضة المكقين، كلوا أبصارهم بالسهر وغضوها عن النظر، والزموها العبر وأشعروها الفكرفقاموا ليلهم أركا وتبادرت دموعهم فرلاحتى ضنيت منهم الأبدان وتغيرت مهم الألوان، صحبوا القرآن بأبدان ناحلة وشفاه ذابلة ودموع وابلة وزفرات قاتلة فحال بيهم وبين نعيم المتنعمين، وشغلهم عن مطامع الراغبين، ففاضت عبراتآهم من وعيده، وشابت ذوائبهم من تحذيره فكان زفير التار تحت أقدامهم وكان الوعيد نصب فلوبهم، جعلوا التراب للجباه وسادة وللركب مهادا، وجلوا القرآن صراطهم المستقيم فكان بهم إلى الخيرات داعيا ، وإلى النعاة دليلا عاديا (أولئك الذين هداهم الله وأوليمك هم أولوا الألباب) اسمع صفة القوم با أسير الغفلة والنوم ة
كان أيوب السختيانى يحيى الليل كله ، فإذا كان وقت السحر رفع صوته كا نه قد كام ذلك الوقت من النوم .
ومكث إبراهيم الحيمى عشرين سنة يصلى الصبح بوضوء العشاء ، وكانت رابعة تحبى الليل كله . ذهب السادة وبقى قرناء الوسادة، واشوقاه إلى تلك الأرواح سلام الله على تلك الأشباح.
وكان سرى السقطى يقوم أول الليل إلى وقت السحر ، ثم يجلس فيبكى حتى يطلع الفجر . كا نوا مع الطاعات يبكون ، وأنم مع التفريط تضحكون ، هان عليهم والله السفر لما علموا أن اللك يراهم ويسمع أصواتهم . قال الله تعالى: (الذى يراك حين تقوم) أول قدة فى مهر الجنة الظما والتلذذ بالبلاء . وكان حسان بن أبى سفيان كأ نه سوط . وكان
Halaman 133