[205] والعجب كل العجب كيف خفى هذا على أبى نصر وابن سينا لانهما اول من قال هذه الخرافات فقلد هما الناس ونسبوا هذا القول الى الفلاسفة لانهم اذا قالوا ان الكثرة التى فى المبدأ الثانى انما هى مما يعقل من ذاته وما يعقل من غيره لزم عندهم ان تكون ذاته ذات طبيعتين أعنى صورتين فاى ليت شعرى هى الصادرة عن المبدأ الاول واى هى الغير صادرة وكذلك يلزمهم اذا قالوا فيه انه ممكن من ذاته واجب من غيره لان الطبيعة الممكنة يلزم ضرورة ان تكون غير الطبيعة الواجبة التى استفادها من واجب الوجود فان الطبيعة الممكنة ليس يمكن ان تعود واجبة الا لو امكن ان تنقلب طبيعة الممكن ضرورية ولذلك ليس فى الطبائع الضرورية امكان أصلا كانت ضرورية بذاتها أو بغيرها .
[206] وهذه كلها خرافات وأقاويل أضعف من اقاويل المتكلمين وهى كلها أمور دخيلة فى الفلسفة ليست جارية على اصولهم وكلها اقاويل ليست تبلغ مرتبة الاقناع الخطابى فضلا عن الجدلى ولذلك يحق ما يقول ابو حامد فى غير ما موضع من كتبه ان علومهم الالهية هى ظنية
[207] قال ابو حامد قلنا فاذا جوزتم هذا فقولوا ان الموجودات كلها على كثرتها وقد بلغت آلافا صدرت من المعلول الاول فلا يحتاج ان يقتصر على جرم الفلك الاقصى ونفسه بل يجوز ان يكون قد صدر منه جميع النفوس الفلكية والانسانية وجميع الاجسام الارضية والسماوية بانواع كثيرة لازمة فيها لم يطلعوا عليها فيقع الاستغناء بالمعلول الاول
Halaman 246