[21] قلت هذا كلام لا يشك احد فى خطإه فان ما اخرج غيره من العدم الى الوجود أى فعل فيه شيئا لا يقال فيه انه فاعل بمعنى التشبيه بغيره بل هو فاعل بالحقيقة لكون حد الفاعل منطبقا عليه وقسمة الفاعل الى ما يفعل بطبعه والى ما يفعل باختياره ليس بقسمة اسم مشترك وانما هى قسمة جنس ولمكان هذا كان قول القائل الفاعل فاعلان فاعل بالطبع وفاعل بالرادة قسمة صحيحة اذ المخرج من القوة الى الفعل غيره ينقسم الى هذين القسمين
[22] قال ابو حامد الا انه لما تصور ان يقال فعل وهو مجاز ويقال فعل وهو حقيقة لم تنفر النفس عن قوله فعل بالاختيار وكان معناه فعل فعلا حقيقيا لا مجازا كقول القائل تكلم بلسانه ونظر بعينه فانه لما جاز ان يستعمل النظر فى القلب مجازا والكلام فى تحريك الرأس واليد مجازا اذ يقال قال برأسه أى نعم لم يستقبح ان يقال قال بلسانه ونظر بعينه ويكون معناه نفى احتمال المجاز فهذه مزلة القدم فليتنبه لمحل انخداع هؤلاء الاغبياء
Halaman 157