[4] والفاعل الاول سبحانه منزه عن الوصف باحد هذين الفعلين على الجهة التى يوصف بها الكائن الفاسد عند الفلاسفة وذلك ان المختار والمريد هو الذى ينقصه المراد والله سبحانه لا ينقصه شىء يريده والمختار هو الذى يختار احد الافضلين لنفسه والله لا يعوزه حالة فاضلة والمريد هو الذى اذا حصل المراد كفت ارادته وبالجملة فالارادة هى انفعال وتغير والله سبحانه منزه عن الانفعال والتغير . وكذلك هو أكثر تنزيها عن الفعل الطبيعى لان فعل الشىء الطبيعى هو ضرورى فى جوهره وليس ضروريا فى جوهر المريد ولكنه من تتمته وأيضا فان الفعل الطبيعى ليس يكون عن علم والله تعالى قد تبرهن ان فعله صادر عن علم . فالجهة التى بها صار الله فاعلا مريدا ليس بينا فى هذا الموضع اذ كان لا نظير لارادته فى الشاهد .
[5] فكيف يقال انه لا يفهم من الفاعل الا ما يفعل عن روية واختيار ويجعل هذا الحد له مطردا فى الشاهد والغائب والفلاسفة لا يعترفون باطراد هذا الحد فيلزمهم اذا نفوا هذا الحد من الفاعل الاول ان ينفوا عنه الفعل هذا بين بنفسه وقائل هذا هو الملبس لا الفلاسفة فان الملبس هو الذى يقصد التغليط لا الحق واذا أخطأ فى الحق فليس يقال فيه انه ملبس والفلاسفة معلوم من أمرهم انهم يطلبون الحق فهم غير ملبسين أصلا ولا فرق بين من يقول ان الله مريد بارادة لا تشبه ارادة البشر وبين من يقول انه عالم بعلم لا يشبه علم البشر وانه كما لا تدرك كيفية علمه كذلك لا تدرك كيفية ارادته
[6] قال ابو حامد ولنحقق كل واحد من هذه الوجوده الثلاثة مع خيالهم فى دفع
Halaman 149