[32]
ابن أبي عصرون، على أن يستنيب القاضي محي الدين أبا المعالي ابن الزكي عنه، ففعل. ثم بعد سنوات استقل محي الدين أبو حامد بن أبي عصرون عوضا عن أبيه شرف الدين بسبب ضعف بصره. انتهى. كلام ابن كثير.
والقاضي كمال الدين الشهرزوري الذي أشار إليه هو محمد بن عبد الله ابن القاسم بن المظفر بن علي، قاضي القضاة، كمال الدين أبو الفضل الشهرزوري ثم الموصلي ثم الدمشقي، ويعرف بيتهم قديما ببني الخراساني.
قال الصفدي: ولد سنة إحدى وتسعين، بتقديم التاء، وأربع مئة. وتفقه ببغداد على اسعد الميهني، وسمع الحديث بها من نور الهدى أبي طالب الزينبي، وبالموصل من أبي بركات بن حسين، وجده لامه علي بن أحمد بن طوق. وولي قضاء بلده الموصل. وكان يتردد إلى بغداد وخراسان رسولا من أتابك زنكي. ثم انه وفد على نور الدين فبالغ في إكرامه، وجنده رسولا من حلب إلى الديوان العزيز.
وبنى بالموصل مدرسته وبمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم رباطا. وولاه نور الدين قضاة دمشق، ونظر الأوقاف، ونظر أموال السلطان، وغير ذلك، وهو الذي أحدث الشباك الكمالي الذي يصلي فيه نواب السلطنة اليوم بالجامع الأموي. وبنى مدرستين بنصيبين، ووقف الهامة على الحنابلة، وحكم في البلاد الشامية، واستناب ولده محي الدين أبا حامد بحلب، وابن أخيه القاسم بحماه، وابن أخيه الآخر في قضاء حمص. وحدث بالشام وبغداد، وكان يتكلم في الأصول كلاما حسنا. وكان أديبا شاعرا ظريفا فكيه المجالس، اقره صلاح الدين على ما كان عليه. روى عنه ابنا صصرى، والموفق بن قدامة، والشمس بن المنجا وأبو محمد بن الأخضر، وغيرهم.
قال ابن عساكر: ولي قضاء دمشق سنة خمس وخمسين، وكان خبيرا بالسياسة وتدبير الملك.
وقال ابن الجوزي: كان رئيس أهل بيته. مات في سادس المحرم سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة بدمشق.
الضياء الشهرزوري
والقاضي ضياء الدين بن تاج الدين الشهرزوري الذي أشار إليه ابن كثير هو قاضي
Halaman 37