290

Taghr Bassam

الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام

[185]

مئة دخل من مصر إلى دمشق الطولقي وقد أعيد إليها.

وفي ثاني عشر ربيع الأخر سنة أحد عشر وتسع مئة تولى عوضه قضاء دمشق القاضي خير الدين الغزي، وهو بغزة.

خير الدين الغزي

وفي يوم الاثنين ثاني عشر جمادى الأولى منها، وهو عشرون تشرين الأول، دخل من غزة إلى دمشق قاضي المالكية الجديد خير الدين الغزي، مع خلعة، إلى دار العدل. ثم ألبسه النائب اركماس الخلعة . ثم ركب ودخل الجامع، وقرئ توقيعه، وتاريخه ثامن عشر ربيع كما تقدم، واستمر إلى أن عزله السلطان سليم خان بن عثمان كما سيأتي.

ترجمة الغزي

وهو محمد بن عبد القادر بن جبريل الغزي ثم الدمشقي المالكي، الإمام العالم العلامة قاضي قضاة المالكية بدمشق خير الدين ابن الشيخ العلامة زين الدين. ميلاده في ثاني عشر شوال سنة اثنتين وستين وثمان مئة، واشتغل وحصل وبرع وحضر دروس الشيخ عبد النبي شيخ المالكية بدمشق، قبل توليته القضاء، وله يد طولى في علم الفرائض والحساب بالقلم. ثم لما عزل من قضاء دمشق توجه إلى بلده ثم إلى مكة المشرفة.

وفي مستهل رمضان سنة عشرين وتسع مئة ورد الخبر إلى دمشق بأن قاضي القضاة المالكية شمس الدين يوسف الأندلسي توفي بتكرور في سنة عشرين هذه، عن ولد بدمشق فسافر لأخذ تركته.

وفي يوم الجمعة بعد صلاتها تاسع عشر جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وتسع مئة صلي غائبة على قاضي المالكية بدمشق خير الدين الغزي. وأخبر أنه توفي في صفر منها بمكة المشرفة ودفن بالمعلاة.

وفي ليلة يوم الثلاثاء سابع عشري شعبان منها توفي قاضيهم الشمس الطولقي وصلي عليه بالأموي ودفن بمقبرة باب الصغير عن ثمانين سنة ظنا بعد أن أضر وتعاطى الصدقة وانخمل. وكان اشتغل وحصل وبرع ودرس وأفتى ولم يسر في القضاء سيرة حسنة.

Halaman 290