111

Tafsir Quran

تفسير القرآن الكريم (ابن القيم)

Penyiasat

مكتب الدراسات والبحوث العربية والإسلامية بإشراف الشيخ إبراهيم رمضان

Penerbit

دار ومكتبة الهلال

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٠ هـ

Lokasi Penerbit

بيروت

عارفا بالحق محبا له، مؤثرا له على غيره، فمرضه إما بالشك فيه، وإما بإيثار غيره عليه. فمرض المنافقين: مرض شك وريب، ومرض العصاة غي وشهوة. وقد سمى الله سبحانه كلّا منهما مرضا. قال ابن الأنباري: أصل المرض في اللغة: الفساد، مرض فلان: فسد جسمه، وتغيرت حاله. ومرضت بالمرض: تغيرت وفسدت، قالت ليلى الأخيلية: إذا هبط الحجاج أرضا مريضة ... تتبع أقصى دائها فشفاها وقال آخر: ألم تر أنّ الأرض أضحت مريضة ... لفقد الحسين، والبلاد اقشعرت والمرض يدور على أربعة أشياء: فساد، وضعف، ونقصان، وظلمة. ومنه مرض الرجل في الأمر، إذا ضعف فيه. ولم يبالغ، وعين مريضة النظر: أي فاترة ضعيفة. وريح مريضة: إذا هبّ هبوبها، كما قال: راحت لأربعك الرياح مريضة أي لينة ضعيفة، حتى لا يعفى أثرها. وقال ابن الإعرابي: أصل المرض النقصان. ومنه: بدن مريض، أي ناقص القوة، وقلب مريض: ناقص الدين، ومرض في حاجتي: إذا نقصت حركته. وقال الأزهري، عن المنذري عن بعض أصحابه: المرض إظلام الطبيعة واضطرابها بعد صفائها. قال: والمرض الظلمة، وأنشد: وليلة مرضت من كل ناحية ... فما يضيء لها شمس ولا قمر هذا أصله في اللغة.

1 / 116