وقال ابن عطية: اسم في معنى المصدر كما قال: اكفرا بعد رد الموت عني وبعد عطائك أي إعطائك ولا نعلم مفعالا جاء مصدرا ولا عدوه في أبنيته والضمير في ميثاقه عائد على العهد وقيل على الله.
وقال أبو البقاء: إن أعدته إلى الله كان المصدر مضافا إلى الفاعل، وإن كان أعدته إلى العهد كان مضافا إلى المفعول، وما بمعنى الذي عامة في كل ما أمر الله بوصله. وأمر حذف مفعوله الذي يتعدى إليه بنفسه أي ما أمرهم. وبه: عائد على ما وأن يوصل بدل منه أي بوصله وإعرابه بدلا من ما أو مفعولا من أجله تقديره كراهية أن يوصل أو تقديره لئلا يوصل أو خبر مبتدأ تقديره هو أن يوصل أعاريب ضعيفة وإن كانت منسوبة لمشهورين.
والفساد في الأرض ناشىء عما تقدم من الأوصاف الذميمة وبدا في ترتيب هذه الصلات. أولا بنقض العهد وهو أخص، ثم يقطع ما أمر الله بوصله وهو أعم. من نقض العهد ثم بالافساد في الأرض وهو أعم من القطع، وكلها ثمرات الفسق. وجاء بالفسق في صلة أل مشعرا بالثبوت وهذه الصلات بالمضارع مشعرة بالتجدد ثم أشار إلى من جمع هذه الأوصاف وأخبر عنه بالخسران بفوات المثوبة ولزوم العقوبة.
[2.28-33]
{ كيف } استفهام عن حال وهو استفهام توبيخ وتعجب وإنكار حال وقع فيها الفعل إنكار للفعل نفسه. تقول: كيف تؤذي زيدا وقد أحسن إليك. فالمعنى على إنكار اذايته في هذه الحال.
و { تكفرون } التفات إذ هو خطاب بعد غيبة وناسب الانكار لأن الانكار على المخاطب أبلغ من الانكار على الغائب ولعل الانكار لا يصل إليه.
{ وكنتم } جملة حالية ومجيىء الماضي حالا بالواو دون قد في القرآن وكلام العرب كثير.
وقال الزمخشري: فإن قلت: كيف صح أن يكون حالا وهو ماض ولا يقال جئت وقام القوم ولكن جئت وقد قام القوم إلا أن تضمر قد؟ قلت: لم تدخل الواو على كنتم أمواتا وحده ولكن على جملة. قوله:
كنتم أمواتا إلى ترجعون، كأنه قيل: كيف تكفرون بالله وقصتكم هذه وحالكم أنك كنتم أمواتا نطفا في أصلاب آبائكم فجعلكم أحياء.
{ ثم يميتكم } بعد هذه الحياة.
Halaman tidak diketahui