290

Tafsir Muqatil

تفسير مقاتل بن سليمان

Penyiasat

عبد الله محمود شحاته

Penerbit

دار إحياء التراث

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٣ هـ

Lokasi Penerbit

بيروت

قَالَت اليهود: كتابنا قبل كتابكم، ونبينا قبل نبيكم، فنحن أهدى وأولى بِاللَّه منكم.
وقالت النَّصارى: نبينا كلمة اللَّه وروح اللَّه، وكلمته، وكان يحيى الموتى، ويبرئ الأكمه والأبرص، وَفِي كتابنا العفو وليس فِيه قصاص، فنحن أولى بِاللَّه منكم مَعْشَر اليهود ومعشر الْمُسْلِمِين.
فَقَالَ المسلمون: كذبتم كتابنا نسخ كُلّ كتاب، ونبينا- ﷺ خاتم الأنبياء، وآمنا بنبيكم وكتابكم، وكذبتم نبينا وكتابنا وأمرتم وأمرنا أن نؤمن بكتابكم، ونعمل بكتابنا، فنحن أهدى منكم وأولى بِاللَّه منكم. فأنزل- ﷿ لَيْسَ بِأَمانِيِّكُمْ مَعْشَر الْمُؤْمِنِين وَلا أَمانِيِّ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا- ١٢٣- وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا- ١٢٤- مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ نزلت فِي الْمُؤْمِنِين مجازات الدُّنْيَا تصيبهم فِي النكبة بحجر، والضربة واختلاج عرق أَوْ خدش عود «أو عثرة قدم فيديمه» «١» أَوْ غيره فبذنب قدم وما يعفو اللَّه عَنْهُ أكبر، فذلك قوله سُبْحَانَهُ وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ «٢» ثُمّ قَالَ: وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا يعني قريبا ينفعه «وَلا نَصِيرًا» يعني وَلا مانعا يمنعه من اللَّه- ﷿. فَلَمَّا افتخرت اليهود على المؤمنين بالمدنية بين اللَّه- ﷿ أمر الْمُؤْمِنِين- فَقَالَ سُبْحَانَهُ-: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ بتوحيد اللَّه- ﷿ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا يعني وَلا ينقصون من أعمالهم الحسنة نقيرا حَتَّى يجازوا بها يعني النقير الَّذِي فِي ظهر النواة التي تنبت منه النخلة «٣» .

(١) من ل وليس فى أ.
(٢) سورة الشورى: ٣٠. [.....]
(٣) فسر الآيتين: ١٢٣، ١٢٤ فى غير مكانهما فأعدتهما إلى مكانهما.

1 / 409