Tafsir Muqatil
تفسير مقاتل بن سليمان
Penyiasat
عبد الله محمود شحاته
Penerbit
دار إحياء التراث
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٢٣ هـ
Lokasi Penerbit
بيروت
- سبحانه-: ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ يعنى بإيمانهم نظيرها فى سورة النور وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَما لَهُ مِنْ نُورٍ «١» - يعني به الْإِيمَان، وقَالَ- سُبْحَانَهُ- فِي الأنعام: وَجَعَلْنا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ «٢» يعني يهتدي به الَّذِين تكلموا به وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ يعنى الشرك لا يُبْصِرُونَ- ١٧- الهدى ثُمّ نعتهم فَقَالَ- سُبْحَانَهُ-: صُمٌّ لا يسمعون يعني لا يعقلون بُكْمٌ خرس لا يتكلمون بالهدى عُمْيٌ «٣» فهم لا يبصرون الهدى حين ذهب اللَّه بنورهم يعني بإيمانهم فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ- ١٨- عن الضلالة إلى الهدى ثُمّ ضرب للمنافقين مثلا فَقَالَ- سُبْحَانَهُ-: أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ يعنى المطر فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ مثل المطر مثل القرآن، كَمَا أن المطر حياة الناس فكذلك القرآن حياة لمن آمن به. ومثل الظلمات يعني الكافر بالقرآن يعني الضلالة التي هُمْ فيها، ومثل الرعد ما خوفوا به من الوعيد فِي القرآن، ومثل البرق الذي في المطر مثل الإيمان وهو النور الذي في القرآن يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ يَقُولُ مثل المنافق إذا سَمِع القرآن فصم أذنيه كراهية للقرآن كمثل الَّذِي جعل أصبعيه فِي أذنيه من شدة الصواعق حَذَرَ الْمَوْتِ [٧ أ] يعني مخافة الموت يَقُولُ كَمَا كره الموت من الصاعقة فكذلك يكره الكافر القرآن فالموت خير لَهُ من الكفر بِاللَّه- ﷿ والقرآن وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ- ١٩- يعنى أحاط علمه بالكافرين ثُمّ قَالَ- سُبْحَانَهُ-: يَكادُ الْبَرْقُ الَّذِي فِي المطر يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ يعني يذهب بأبصارهم من شدة نوره. يَقُولُ- سُبْحَانَهُ مثل الْإِيمَان إذا تكلم به المنافق مثل نور البرق الذي يكاد أن يذهب بأبصارهم كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ البرق مَشَوْا فِيهِ يقول كلما تكلموا بالإيمان مضوا فيه
_________
(١) سورة النور: ٤٠.
(٢) سورة الأنعام: ١٢٢.
(٣) فى أ: وعمى.
1 / 92