Tafsir Muqatil
تفسير مقاتل بن سليمان
Penyiasat
عبد الله محمود شحاته
Penerbit
دار إحياء التراث
Nombor Edisi
الأولى
Tahun Penerbitan
١٤٢٣ هـ
Lokasi Penerbit
بيروت
قال: حدثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بن ثابت، قال: حَدَّثَنِي أبي، قال: حدثنا هُذَيْل:
قَالَ مُقَاتِلٌ: فنزلت هَذِهِ الآيات فِي ذِي القعدة بذي الحليفة حين انصرفوا عن طلب أَبِي سُفْيَان وأصحابه بعد قتال أحد إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ وذلك أن النبي- ﷺ ندب الناس يوم أحد فِي طلب المشركين فَقَالَ المنافقون للمسلمين: قَدْ رأيتم ما لقيتم لَمْ ينقلب إِلَّا شريد، وأنتم فِي دياركم تصحرون «١» وأنتم أكلة رأس، واللَّه لا ينقلب منكم أحد، فأوقع الشَّيْطَان قول المنافقين فِي قلوب الْمُؤْمِنِين. فأنزل اللَّه- ﷿: إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ يعني يخوفهم بكثرة أوليائه من المشركين فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ فى ترك أمرى إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ- ١٧٥- يعني إذ كنتم يَقُولُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فلا تخافوهم. ثُمّ قَالَ: وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ يعني المشركين يوم أحد إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يقول لن ينقصوا اللَّه شيئًا من ملكه وسلطانه لمسارعتهم «٢» فِي الكفر، إنما يضرون أنفسهم بِذَلِك يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ يعني نصيبا فِي الجنة وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ- ١٧٦- ثُمّ قَالَ- سُبْحَانَهُ- يعنيهم: إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيْمانِ يعني باعوا الْإِيمَان بالكفر لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ يعني لن ينقصوا اللَّه من ملكه وسلطانه شَيْئًا حين باعوا الْإِيمَان بالكفر إِنَّمَا ضروا أنفسهم بذلك وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ- ١٧٧- يعنى وجيع وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أبا سُفْيَان وأصحابه يوم أحد أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ حين ظفروا خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ فِي الكفر لِيَزْدادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ- ١٧٨- يعني الهوان مَا كانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ يا مَعْشَر الكفار عَلى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ
(١) فى ل: تصحرون لكم، أ: تصحرون. ولعل معناه تنفرقون فى الصحراء. (٢) فى أ: لسارعتم. [.....]
1 / 317