208

Tafsir Majma' al-Bayan

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

Genre-genre

Tafsiran

(1) -

القراءة

قرأ أهل المدينة خطيئاته على الجمع والباقون على التوحيد.

الحجة

قال أبو علي يجوز أن يكون من للجزاء الجازم ويجوز أن يكون للجزاء غير الجازم فتكون السيئة وإن كانت مفردة يراد بها الكثرة وكذلك تكون خطيئة مفردة وإنما حسن أن يفرد لأنه مضاف إلى ضمير مفرد وإن كان يراد به الكثرة كما قال تعالى بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه فأفرد الوجه والأجر وإن كان في المعنى جمعا في الموضعين فكذلك المضاف إليه الخطيئة لما لم يكن جمعا لم يجمع كما جمعت في قوله نغفر لكم خطاياكم و ليغفر لنا خطايانا لأن ذلك مضاف إلى جمع ومن قال خطيئاته فجمع حمله على المعنى والمعنى الجمع والكثرة ويدل عليه قوله «فأولئك أصحاب النار» فأولئك خبر المبتدأ الذي هو من في قول من جعله جزاء مجزوما وفي كلا الوجهين يراد به من في قوله «بلى من كسب سيئة» ومما يدل على أن من يراد به الكثرة فيجوز لذلك أن يجمع خطيئة لأنها مضافة إلى جمع في المعنى قوله بعد هذه «والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون» ألا ترى أن الذين جمع وهو معادل به فكذلك المعادل به يكون جمعا مثل ما عودل.

الإعراب

بلى جواب لقولهم لن تمسنا النار إلا أياما معدودة والفرق بين بلى ونعم أن بلى جواب النفي ونعم جواب الإيجاب قال الفراء إنما امتنعوا من استعمال نعم في جواب الجحد لأنه إذا قال لغيره ما لك علي شيء فقال له نعم فقد صدقه وكأنه قال نعم ليس لي عليك شيء وإذ قال بلى فإنما هو رد لكلامه أي لي عليك شيء وقوله «هم فيها خالدون» عطف هذه الجملة على الأولى بغير حرف العطف لأن في الجملة الثانية ذكرا ممن في الأولى والضمير يربط الكلام الثاني بالأول كما أن حرف العطف يربطه به مثل قوله «إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ` كانوا قليلا من الليل ما يهجعون» وقال في موضع آخر وكانوا يصرون بالواو وقال «سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم» فحذفت الواو من قوله رابعهم وسادسهم استغناء

Halaman 294