Tafsir Majma' al-Bayan
مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1
Genre-genre
(1) - خطيئة مثل صحيفات جمع صحيفة وسفينات جمع سفينة والخطايا أيضا جمع خطيئة والمحسن الفاعل للإحسان أو الفاعل للحسن يقال أحسن إلى غيره وأحسن في فعله والفرق بينهما أن أحسن إليه لا يقال إلا في النفع فلا يقال أحسن الله إلى أهل النار بتعذيبهم ويقال أحسن في تعذيبهم بالنار بمعنى أحسن في فعله وتدبيره ويقال امرأة حسناء ولا يقال رجل أحسن وحد الحسن ومن طريق الحكمة هو الفعل الذي يدعو إليه العقل وضده القبيح وهو فعل الذي يزجر عنه العقل وحد الإحسان هو النفع الحسن وحد الإساءة هو الضرر القبيح وهذا إنما يصح على مذهب من يقول إن الإنسان يكون محسنا إلى نفسه ومسيئا إليها ومن لم يذهب إليه يزيد فيه الواصل إلى الغير مع قصده إلى ذلك والأولى في حد الحسن أن يقال هو الفعل الذي إذا فعله العالم به على وجه لم يستحق الذم .
الإعراب
حيث ظرف مكان مبني على الضم وذكرنا في بنائه فيما قبل والجملة بعده في تقدير المضاف إليه ومما يسأل فيه أن يقال كيف بني على الضم وهو مضاف إلى الجملة على التشبيه بما حذف منه الإضافة وهو قبل وبعد وجوابه أن حيث مع إضافته إلى الجملة لا يمتنع أن يكون شبه قبل ونحوه قائما فيه لأنه قد منع الإضافة إلى المفرد وإن كان قد أضيف إلى الجملة وحق الإضافة أن تقع إلى المفرد وإذا كان كذلك فكان المضاف إليه محذوف منه كقبل وبعد هذا على قول من بناه على الضم ومن بناه على غير الضم فقال حيث فلا يدخل عليه هذا السؤال ولا يجوز في القرآن إلا الضم وأما حطة فإنما ارتفع على الحكاية وقال الزجاج تقديره مسألتنا حطة أي حط ذنوبنا عنا وقيل تقديره دخولنا الباب سجدا حطة لذنوبنا ولو جاز قراءته بالنصب لكان وجهه في العربية حط عنا ذنوبنا حطة كما يقال سمعا وطاعة أي أسمع سمعا وأطيع طاعة ومعاذ الله أي نعوذ بالله معاذا وقوله «نغفر لكم» مجزوم لأنه جواب الأمر وإنما انجزم بالشرط فإن المعنى أن تقولوا نغفر لكم فحذف الشرط لدلالة الجزاء عليه ووقوع الأمر في الكلام وطوله به وحسن حذفه معه لأنه صار كالمعاقب له من حيث اجتمعا في أنهما غير موجبين وغير خبرين وهذا كما يحذف المبتدأ لدلالة الخبر عليه وقد يحذف الجزاء أيضا لدلالة الشرط عليه في نحو قولهم أنت ظالم إن فعلت كما يحذف خبر المبتدأ لدلالة المبتدأ عليه قال سيبويه كان أصل خطايا خطائي مثل خطائع فأبدل من الياء همزة فصار خطائي مثل خطاعع فتجتمع همزتان فقلبت
Halaman 246