146

Tafsir Majma' al-Bayan

مجمع البيان في تفسير القرآن - الجزء1

Genre-genre

Tafsiran

(1) - ليلة أو تتمة أربعين ليلة فحذف المضاف كما تقول اليوم خمسة عشر من الشهر أي تمام خمسة عشر فأما انتصاب أربعين في قوله «فتم ميقات ربه أربعين ليلة» فالميقات هو الأربعون وإنما هو ميقات وموعد فيكون كقولك تم القوم عشرين رجلا والمعنى تم القوم معدودين هذا العدد وتم الميقات معدودا هذا العدد وقد جاء الميقات في موضع الميعاد كما جاء الوقت موضع الوعد في قوله «إلى يوم الوقت المعلوم» وفي موضع آخر واليوم الموعود ويبين ذلك قوله «فتم ميقات ربه أربعين ليلة» وفي الآية «وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة» وليلة تنتصب على التبيين والتمييز للعدد والأصل في بيان العدد أن يبين بذكر المعدود وإنما انتصب بالاسم التام الذي هو أربعون وهو مشبه بالكلام التام الذي ينتصب بعده ما يكون فضلة عنه ومعنى تمام الاسم هاهنا هو تركيب هذا النون الذي تتممه معه فأشبه الجملة المركبة من فعل وفاعل من جهة أنه متمم بشيء آخر وبينهما شبه آخر وهو أن في الجملة التي من فعل وفاعل معنى يقتضي المفعول وهو ذكر الفعل وفي العدد إبهام يقتضي التفسير والبيان ليفيد أي نوع من الأنواع هو فينصب على هذا المعنى ولذلك قال سيبويه إن في هذا الضرب وهو تمام الاسم معنى يحجز بين الاسم الأول وما يجيء بعد التمام فالنون في أربعين هو بمنزلة الفاعل الذي يحجز من أن يسند الفعل إلى المفعول فيسند إلى الفاعل وينتصب المفعول لذلك والنون يتم الاسم الأول فينتصب الاسم الذي بعده وأما قوله «اتخذتم» فإن اتخذت على ضربين أحدهما يتعدى إلى مفعول واحد كقوله «واتخذوا من دون الله آلهة» وقوله «أم اتخذ مما يخلق بنات» والآخر يتعدى إلى مفعولين كقوله تعالى «اتخذوا أيمانهم جنة» @QUR@ فاتخذتموهم سخريا

بعده» تقديره واتخذتم العجل إلها فحذف المفعول الثاني لأن من صاغ عجلا أو عمله لا يستحق الوعيد والغضب من الله تعالى.

المعنى

«و» اذكروا «إذ واعدنا موسى » أن نؤتيه الألواح فيها التوراة والبيان والشفاء على رأس «أربعين ليلة» أو عند انقضاء أربعين ليلة أو عند تمام أربعين ليلة وإنما قلنا أن قوله اذكروا مضمر فيه لأن الله تعالى قال قبل هذا «يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم» فإذ هاهنا معطوفة على الآيات المتقدمة وهذه الأربعون ليلة هي التي ذكرها الله في سورة الأعراف فقال «وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر» وهي ذو

Halaman 232