الذين أنعمت عليهم بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)، لم تغضب عليهم ولم يضلوا (1).
وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة: بإسناده إلى خيثمة الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، حديث طويل، وفيه يقول (عليه السلام): ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم إلى الله عز وجل ونحن من نعمة الله على خلقه (2).
غير المغضوب عليهم: بدل من " الذين أنعمت " أو صفة له مبينة بناء على إجراء الموصول مجرى النكرة، كقوله:
ولقد أمر على اللئيم يسبني *................ (3) - أو على جعل " غير المغضوب عليهم " معرفة، بناء على اشتهار المنعم عليهم بمغايرة المغضوب عليهم، كما في قولك: عليك غير السكون.
أو مقيدة على معنى إن المنعم عليهم هم الذين جمعوا بين النعمة المطلقة - وهي نعمة الايمان - وبين السلامة من الغضب والضلال.
وقرئ بالنصب على الحال، وذو الحال الضمير في عليهم، والعامل أنعمت، أو بإضمار أعني، أو بالاستثناء، إن فسر النعم بما يعم القبيلتين.
والغضب ثوران النفس إرادة الانتقام، فإذا أسند إلى الله أريد الانتهاء والغاية، و (عليهم) في محل الرفع على الفاعلية. وإنما جاء بالانعام مبنيا للفاعل، ليدل على ثبوت إنعام الله عليهم. وبالغضب مبنيا للمفعول، لان من طلبت منه الهداية و نسب إليه الانعام، لا يناسبه نسبة الغضب إليه، لان المقام مقام تلطف ورفق لطلب الاحسان، فلا يحسن مواجهته بصفة الانتقام.
Halaman 65