[اهدنا الصراط المستقيم (6) صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين (7)] اهدنا الصراط المستقيم: بيان للمعونة المطلوبة، أو إفراد لما هو المقصود الأعظم.
والهداية دلالة بلطف، ولذلك تستعمل في الخبر، فقوله تعالى: " فاهدوهم إلى صراط الجحيم " (1) على التهكم، ومنه الهدية، وهوادي الوحش لمقدماتها (2)، والفعل منه، هدى، وأصله أن يعدى باللام وإلى، فعومل معه معاملة - اختار - في قوله تعالى: (واختار موسى قومه) (3). ومن هذا يظهر أن لا فرق بين المتعدي بنفسه والمتعدي بالحرف، لكن نقل (4) عن صاحب الكشاف: إن هداه لكذا وإلى كذا إنما يقال: إذا لم يكن فيه ذلك فيصل بالهداية إليه. وهداه كذا لمن يكون فيه فيزداد أو يثبت ولمن لا يكون فيه فيصل.
وقد يقال: لا نزاع في الاستعمالات الثلاث، إلا أن منهم من فرق، بأن معنى المتعدي بنفسه هو الايصال إلى المطلوب، ولا يكون إلا فعل الله فلا يسند إلا إليه كقوله: " لنهدينهم سبلنا " (5) ومعنى المتعدي بحرف الجر هو الدلالة على ما يوصل
Halaman 57