Tafsir Kabir

Tabarani d. 360 AH
92

Tafsir Kabir

التفسير الكبير

Genre-genre

وما من دآبة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه

[الأنعام: 38]. قوله تعالى: { من خير من ربكم } أي خير كما تقول: ما أتاني من أحد، ف (من ) فيه وفي إخوانه صلة، وهي كثيرة في القرآن.

قوله تعالى: { والله يختص برحمته من يشآء }؛ أي يختار برحمته للنبوة والإسلام من يشاء، ويختص بها محمد صلى الله عليه وسلم. والاختصاص آكد من الخصوص؛ لأن الاختصاص لنفسك؛ والخصوص لغيرك، { والله ذو الفضل العظيم }؛ على من اختصه بالنبوة والإسلام.

[2.106]

قوله عز وجل: { ما ننسخ من آية أو ننسها }؛ قيل: سبب نزول هذه الآية: أن اليهود كانوا يقولون حين حولت القبلة إلى الكعبة: إن كان الأول حقا فقد رجعتم، وإن كان الثاني حقا فقد كنتم على الباطل. وقيل: سببه: أن اليهود كانوا ينكرون نسخ الشرائع؛ ويقولون: إن النسخ سبب الندامة، ولا يجوز ذلك على الله. فنزلت هذه الآية ردا عليهم وبين أنه يدبر الأمر كيف يشاء.

ومعناه: ما نبدل من آية أو نتركها غير منسوخة نأت بخير من المنسوخة؛ أي أكثر في الثواب. وقيل: ألين، وأسهل على الناس؛ أو مثلها في المصلحة والثواب. قيل: إن قوله: { نأت بخير منها } ، مثل الأمر بالقتال؛ فرض الله في القتال أول ما فرض في الجهاد بأن يكون كل مسلم بدل عشرة من الكفار، وكان لا يحل له أن يفر من عشرة كما قال تعالى:

إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين

[الأنفال: 65] ثم نسخ بقوله:

الآن خفف الله عنكم

[الأنفال: 66] الآية. ولم يقل أحد إن بعض آيات القرآن خير من بعض في التلاوة والنظم؛ إذ جميعه معجز.

Halaman tidak diketahui