Tafsir Kabir

Tabarani d. 360 AH
46

Tafsir Kabir

التفسير الكبير

Genre-genre

" قال موسى: يا رب كيف آدم أن يؤدي شكر ما أجريت عليه من النعم؟ خلقته بيدك؛ وأسجدت له ملائكتك؛ وأسكنته جنتك. فأوحى الله إليه: أن آدم علم أن ذلك كله مني ومن عندي؛ فذلك شكره ".

وقال الجنيد: حقيقة الشكر العجز عن الشكر. وقال بعضهم: الشكر أن لا ترى النعمة البتة؛ بل ترى المنعم. وقال أبو عثمان الحيري: صدق الشكر أن لا تمدح بلسانك غير المنعم. وروي عن الشبل أنه قال: الشكر التواضع تحتويه المنة. وقيل: الشكر خمسة أشياء: مجانبة السيئات؛ والمحافظة على الحسنات؛ ومخالفة الشهوات؛ وبذل الطاعات؛ ومراقبة رب السماوات.

وسئل أبو الحسن علي بن عبدالرحيم: من أشكر الشاكرين؟ فقال: الطاهر من الذنوب يعد نفسه من المذنبين؛ والمجتهد بعد أداء الفرائض يعد نفسه من المقصرين؛ والراضي من الدنيا بالقليل يعد نفسه من الراغبين؛ والقاطع بذكر الله دهره يعد نفسه من الغافلين؛ هذا أشكر الشاكرين.

[2.53]

وقوله عز وجل: { وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون } قال مجاهد والفراء : (هما شيء واحد يعني التوراة؛ وما يفرق به بين الحق والباطل). وقد سمى الله تعالى التوراة فرقانا في موضع آخر وهو قوله تعالى:

ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضيآء

[الأنبياء: 48]، وسمى الله النصرة يوم بدر على الكفار فرقانا كما قال:

ومآ أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان

[الأنفال: 41] أراد به يوم بدر؛ وإنما عطف الشيء على نفسه وكرره؛ لأن العرب تكرر الشيء إذا اختلف ألفاظه، قال عنترة:

حييت من ظلل تقادم عهده

Halaman tidak diketahui