والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلام عليكم
[الرعد: 23-24]؛ أي يقولون: سلام عليكم.
قوله عز وجل: { وقالوا سمعنا وأطعنا }؛ أي سمعنا قولك وأطعنا أمرك. وقيل: معنى { وأطعنا } قبلنا ما سمعنا؛ بخلاف ما قالت اليهود. وقوله تعالى: { غفرانك ربنا وإليك المصير }؛ أي اغفر غفرانك يا ربنا. وقيل: معناه: نسألك غفرانك. والأول مصدر، والثاني مفعول. وقوله تعالى: { وإليك المصير } أي نحن مقرون بالبعث. ومعنى قوله: { وإليك } أي إلى جزائك؛ وهذا كما قال عز وجل حكاية عن إبراهيم عليه السلام:
إني ذاهب إلى ربي سيهدين
[الصافات: 99] أي إلى حيث أمر ربي.
قوله عز وجل: { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت }؛ قرأ إبراهيم بن أبي عبلة: (إلا وسعها) بفتح الواو وكسر السين على الفعل؛ يريد إلا وسعها أمره.
ومعنى الآية: { لا يكلف الله نفسا } فرضا من فروضها من صوم أو صلاة أو صدقة أو غير ذلك من حديث النفس؛ إلا مقدار طاقتها كما قال صلى الله عليه وسلم لعمران بن الحصين:
" صل قائما؛ فإن لم تستطع فقاعدا؛ فإن لم تستطع فعلى جنبك تومئ إيماء ".
قال قوم: لو كلف الله العباد فوق وسعهم لكان ذلك له؛ لأن الخلق خلقه والأمر أمره، ولكنه أخبر أنه لا يفعله.
قوله تعالى: { لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت } يعني النفس لها جزاء ما عملت من الخير والعمل الصالح؛ أي لها أجره وثوابه؛ وعليها وزر ما اكتسبت من المعصية والعمل السيء لا يؤاخذ أحد بذنب أحد؛ ولا تزر وازرة وزر أخرى.
Halaman tidak diketahui