وقوله تعالى: { لا يستطيعون ضربا في الأرض } الضرب في اللغة: السير، يعني لا يستطيعون سيرا في الأرض للتجارة وطلب المعيشة، ونظيره قوله تعالى:
وإذا ضربتم في الأرض
[النساء: 101] وقوله تعالى:
وآخرون يضربون في الأرض
[المزمل: 20]. وقال الشاعر:
لحفظ المال أيسر من فنائه
وضرب في البلاد بغير زاد
وقال ابن زيد: (من كثرة ما جاهدوا لا يستطيعون ضربا في الأرض، فصارت الأرض كلها حربا عليهم؛ لا يتوجهون فيها جهة إلا ولهم فيها عدو). وكان السدي يقول: (معنى { أحصروا } أي منعهم الكفار بالخوف منهم؛ فلا يستطيعون تفرقا في الأرض لمنع الكفار إياهم عن ذلك). وقيل: هذا لا يصح؛ لأنه لو كان كذلك لقال: حصروا، بغير ألف.
وقال سعيد بن جبير: (هؤلاء قوم أصابتهم جراحات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فصاروا زمنا وأحصرهم المرض والزمانة عن الضرب في الأرض). فاختار الكسائي هذا القول لأنه يقال: أحصروا من المرض والزمانة عن الضرب في الأرض، ولو أراد الحبس قال: حصروا، وإنما الإحصار من الخوف أو المرض، والحصر: الحبس في غيرهما.
قوله تعالى: { يحسبهم الجاهل أغنيآء من التعفف } قرأ الحسن وأبو جعفر وشيبة وابن عامر والأعمش وعاصم وحمزة: (يحسبهم) بفتح السين في جميع القرآن، والباقون بالكسر.
Halaman tidak diketahui