272

Tafsir Kabir

التفسير الكبير

Genre-genre

ومعنى الإخراج من الأبناء: أنه لما كان الإخراج من الديار يؤدي إلى مفارقة الأبناء قالوا: أخرجنا من ديارنا وأبنائنا. ويجوز أن يكون على وجه الاتباع كما يقال: متقلد سيفا ورمحا.

فإن قيل: ما وجه دخول (أن) في قوله { ألا نقاتل } والعرب ما تقول: ما لك أن لا تفعل كذا، وإنما يقولون: ما لك لا تفعل؟ قيل: دخول (أن) وجد فيها لغتان فصيحتان. فدليل إثباتها قوله تعالى:

قال ما منعك ألا تسجد

[الأعراف: 12] و

ما لك ألا تكون مع الساجدين

[الحجر: 32]. ودليل حذفها قوله تعالى:

وما لكم لا تؤمنون بالله

[الحديد: 8].

واختلفوا في قراءة قوله تعالى: { ابعث لنا ملكا نقاتل } قرأ بعضهم (نقاتل) بالرفع على معنى فإنا نقاتل، وأكثرهم على (نقاتل) بالجزم على جواب الأمر. وقرأ أبو عبدالرحمن السلمي: (يقاتل) بالياء والجزم؛ جعل الفعل للملك، كذلك قوله تعالى: { وقد أخرجنا من ديارنا } قرأ عمر (وقد أخرجنا) بفتح الهمزة والجيم؛ يعني العدو:

وقوله عز وجل: { فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم }؛ فيه حذف؛ معناه: فبعث الله لهم ملكا وكتب عليهم القتال؛ { فلما كتب عليهم القتال }؛ أي لما فرض عليهم أعرضوا عنه وضيعوا أمر الله عز وجل إلا قليلا منهم، وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا؛ هم الذين عبروا النهر، وسنذكرهم إن شاء الله في موضعهم.

Halaman tidak diketahui