جزآء من ربك عطآء حسابا
[النبأ: 36] فكيف قال في هذه الآية { بغير حساب }؟ قيل: العطاء من جهة الله عز وجل على ضربين؛ أحدهما: ثواب، والآخر: تفضل، فما كان ثوابا كان له حساب؛ لأنه يكون على قدر الاستحقاق بالعمل.
وأما التفضل فلا يكون له حساب كما قال تعالى:
ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله
[فاطر: 30]. والمراد بقوله:
عطآء حسابا
[النبأ: 36] الثواب دون التفضل، والمراد بقوله: { يرزق من يشآء بغير حساب } التفضل، فإن قيل: كيف قال: بغير حساب؛ وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" حلالها حساب وحرامها عذاب ".
قيل: روي عن عائشة رضي الله عنها في معنى الحساب في المؤمنين: العرض، [ومن نوقش الحساب عذب].
فإن قيل: من الذي زين للذين كفروا الحياة الدنيا؟ قيل: ذهب بعض المفسرين إلى أن الذي زينها لهم إبليس كما قال الله تعالى في آية أخرى:
Halaman tidak diketahui