وإنما أضاف الله الإنزال إلى إسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط، وإنما كان الإنزال على آبائهم؛ لأنهم كانوا جميعا يعلمون ذلك، فأضاف الإنزال كما قال: { قولوا آمنا بالله ومآ أنزل إلينا } أي إلى نبينا.
قوله تعالى: { فسيكفيكهم الله }؛ يعني اليهود والنصارى؛ أي فسيكفيكهم الله يا محمد وسائر المسلمين شر اليهود والنصارى، { وهو السميع } ، لأقوالهم، { العليم } ، بأحوالهم، فكفاه الله أمرهم بالقتل والسبي في بني قريظة؛ والجلاء والنفي في بني النضير؛ والجزية والذلة في نصارى نجران.
[2.138]
قوله تعالى: { صبغة الله }؛ أي دين الله وفطرته؛ لأن دين الإسلام يؤثر في المتدين من الطهور والصلاة والوقار وسائر شعائر الإسلام كالصبغ الذي يكون في الثوب. ولا شيء في الأديان أحسن من دين الإسلام، قال الله تعالى: { ومن أحسن من الله صبغة }؛ وقيل: أراد بالصبغة الختان. وروي أن صنفا من النصارى كانوا إذا ولد لهم ولد وأتى عليه سبعة أيام صبغوه؛ أي غمسوه في ماء لهم يقال له: المعمودي ليطهروه بذلك، وقالوا: هذا طهوره ومكان الختان. فقيل: لهم: { صبغة الله } أي التطهر الذي أمر الله به أبلغ في النظافة.
وأول من اختتن إبراهيم عليه السلام بالقدوم؛ وهي موضع ممره بالشام؛ وكان يومئذ ابن مائة وعشرين سنة، ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة.
ونصب { صبغة } على الإغراء؛ أي الزموا صبغة الله، أو اتبعوا. وقال الأخفش: (هو بدل من قوله تعالى:
بل ملة إبراهيم
[البقرة: 135]. وقال ابن كيسان: { صبغة الله } أي وجهة الله؛ بمعنى القبلة). وقال الزجاج: (معناه: خلقة الله، من صبغت الثوب إذا غيرت لونه وخلقته، فيكون المعنى أن الله تعالى ابتدأ الخلقة على الإسلام). دليله قول مقاتل في هذه الآية:
فطرت الله
[الروم: 30] أي دين الله. ويوضحه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
Halaman tidak diketahui