Tafsir Kabir

Tabarani d. 360 AH
118

Tafsir Kabir

التفسير الكبير

Genre-genre

ورفع أبويه على العرش

[يوسف: 100] يعني يعقوب وليان؛ وهي خالة يوسف عليه السلام.

[2.134]

قوله تعالى: { تلك أمة قد خلت }؛ أي لا تتكلوا أيها اليهود على آبائكم وأسلافكم اعتمادا منكم على شفاعتهم عنكم فإنهم جماعة قد مضت. قوله تعالى: { لها ما كسبت ولكم ما كسبتم }؛ أي لها جزاء ما عملت من خير أو شر ولكم جزاء ما عملتم. وقوله تعالى: { ولا تسألون عما كانوا يعملون }؛ أي إنما تسألون عن أعمالكم.

[2.135]

قوله تعالى: { وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا }؛ قال ابن عباس: (نزلت في رؤوس يهود المدينة كعب بن الأشرف ومالك بن الضيف ووهب بن يهودا وأبي ياسر، وفي نصارى نجران السيد والعاقب وأصحابهما، خاصموا المسلمين في الدين، فقالت اليهود: نبينا موسى أفضل الأنبياء؛ وكتابنا التوراة أفضل الكتب؛ وديننا أفضل الأديان؛ وكفرت بعيسى والإنجيل ومحمد والقرآن. وقالت النصارى: نبينا عيسى أفضل الأنبياء؛ وكتابنا الإنجيل أفضل الكتب؛ وديننا أفضل الأديان؛ وكفرت بمحمد والقرآن. وقال كل واحد من الفريقين للمسلمين: كونوا على ديننا؛ فلا دين إلا ذلك؛ دعوهم إلى دينهم). فقال الله تعالى: { قل بل ملة إبراهيم حنيفا }؛ أي مسلما مخلصا مائلا عن كل دين سوى الإسلام، { وما كان من المشركين }؛ يعني إبراهيم عليه السلام.

والحنف: مثل أصابع القدمين. سمي إبراهيم حنيفا؛ لأنه حنف عما كان يعبد آباؤه؛ أي عدل. وقيل: الحنف: الاستقامة، وإنما سمي الرجل الأعرج أحنفا تأولا؛ كما يقال للأعمى بصيرا.

والفائدة في ذكر ملة إبراهيم (كونه) لا شك أنه حق عندنا وعند اليهود والنصارى، ولم يختلف الناس في أن ملته الإسلام والتوحيد. قال ابن عباس: (الحنيف: هو المائل عن الأديان كلها إلا دين الإسلام). وقال مقاتل: (الحنيف: المخلص). وانتصب حنيفا على القطع عند الكوفيين؛ لأن تقديره: بل ملة إبراهيم الحنيف، فلما سقطت الألف واللام لم يتبع النكرة المعرفة فانقطع منه، فنصب. وقال البصريون: انتصب على الحال.

[2.136-137]

قوله تعالى: { قولوا آمنا بالله }؛ الآية، وذلك أنه جاء أحبار اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له: بمن نؤمن من الأنبياء؟ فأنزل الله: { قولوا آمنا بالله }؛ { ومآ أنزل إلينا }؛ يعني القرآن، { ومآ أنزل إلى إبراهيم }؛ وهي عشرة صحف، { وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط }؛ يعني أولاد يعقوب واحدهم سبط، سموا بذلك لأنه ولد لكل واحد منهم جماعة من الناس، وسبط الرجل: حافده، ومنه قيل للحسن والحسين: سبطين لرسول الله صلى الله عليه وسلم. والأسباط من بني إسرائيل كالقبائل من العرب؛ والشعوب من العجم، فكان في الأسباط أنبياء؛ فلذلك قال الله تعالى { ومآ أنزل } إليهم؛ وقيل: هم بنو يعقوب من صلبه صاروا كلهم أنبياء.

Halaman tidak diketahui