77

Tafsir Ibn Atiyyah

تفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز

Penyiasat

عبد السلام عبد الشافي محمد

Penerbit

دار الكتب العلمية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٢ هـ

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

قال الشعبي عامر بن شراحيل وسفيان الثوري وجماعة من المحدثين: «هي سرّ الله في القرآن، وهي من المتشابه الذي انفرد الله بعلمه، ولا يجب أن يتكلم فيها، ولكن يؤمن بها وتمرّ كما جاءت» . وقال الجمهور من العلماء: «بل يجب أن يتكلم فيها وتلتمس الفوائد التي تحتها والمعاني التي تتخرج عليها» واختلفوا في ذلك على اثني عشر قولا: فقال علي بن أبي طالب وابن عباس ﵄: «الحروف المقطعة في القرآن هي اسم الله الأعظم، إلا أنا لا نعرف تأليفه منها» . وقال ابن عباس أيضا: «هي أسماء الله أقسم بها» . وقال زيد بن أسلم: «هي أسماء للسور» . وقال قتادة: «هي أسماء للقرآن كالفرقان والذكر» . وقال مجاهد: «هي فواتح للسور» . قال القاضي أبو محمد عبد الحق ﵁: كما يقولون في أول الإنشاد لشهير القصائد: «بل» و«لا بل» . نحا هذا النحو أبو عبيدة والأخفش. وقال قوم: «هي حساب أبي جاد لتدل على مدة ملة محمد ﷺ كما ورد في حديث حيي بن أخطب» وهو قول أبي العالية رفيع وغيره. وقال قطرب وغيره: «هي إشارة إلى حروف المعجم، كأنه يقول للعرب: إنما تحديتكم بنظم من هذه الحروف التي عرفتم، فقوله الم بمنزلة قولك أ، ب، ت، ث، لتدل بها على التسعة والعشرين حرفا» . وقال قوم: «هي أمارة قد كان الله تعالى جعلها لأهل الكتاب أنه سينزل على محمد كتابا في أول سور منه حروف مقطعة» . وقال ابن عباس: «هي حروف تدل على: أنا الله أعلم، أنا الله أرى، أنا الله أفصّل» . وقال ابن جبير عن ابن عباس: «هي حروف كل واحد منها إما أن يكون من اسم من أسماء الله، وإما من نعمة من نعمه، وإما من اسم ملك من ملائكته، أو نبي من أنبيائه» . وقال قوم: «هي تنبيه ك «يا» في النداء» . وقال قوم: «روي أن المشركين لما أعرضوا عن سماع القرآن بمكة نزلت ليستغربوها فيفتحوا لها أسماعهم فيسمعون القرآن بعدها فتجب عليهم الحجة» . قال القاضي أبو محمد: والصواب ما قاله الجمهور أن تفسر هذه الحروف ويلتمس لها التأويل، لأنا نجد العرب قد تكلمت بالحروف المقطعة نظما لها ووضعا بدل الكلمات التي الحروف منها، كقول الشاعر: [الوليد بن المغيرة] [الرجز] . قلنا لها قفي فقالت قاف

1 / 82