331

Tafsir Gharib

تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

Penyiasat

الدكتورة

Penerbit

مكتبة السنة-القاهرة

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٥ - ١٩٩٥

Lokasi Penerbit

مصر

ومنعت مصر إردبها ودينارها وعدتم من حَيْثُ بدأتم هَذَا نَص الحَدِيث كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿كَمَا بَدَأَكُمْ تعودُونَ﴾ وَفِي هَذَا إِخْبَار مِنْهُ ﵇ بِمَا لم يكن وَهُوَ فِي علم الله سُبْحَانَهُ أَمر كَائِن فَخرج لَفظه على لفظ الْمَاضِي تَحْقِيقا لكَونه وَفِي إِعْلَامه ﵇ بعد قبل وُقُوعه دَلِيل من دَلَائِل نبوته قَالُوا وَفِيه أَيْضا دَلِيل على رِضَاهُ من عمر بِمَا وظفه على الْكَفَرَة فِي الْأَمْصَار من الْجِزْيَة ومقدارها وَفِي تَفْسِير الْمَنْع وَجْهَان أَحدهمَا أَن النَّبِي ﷺ أعلم أَنهم سيسلمون وسيسقط مَا وظف عَلَيْهِم بِإِسْلَامِهِمْ فصاروا مانعين بِإِسْلَامِهِمْ مَا وظف عَلَيْهِم وَاسْتدلَّ على ذَلِك بقوله وعدتم من حَيْثُ بدأتم لِأَن بدأهم فِي علم الله وَفِي مَا قضى وَقدر أَنهم سيسلمون فعادوا من حَيْثُ بدأوا وَقيل فِي قَوْله منعت الْعرَاق درهمها الحَدِيث أَنهم يرجعُونَ عَن الطَّاعَة وَهَذَا وَجه وَقد اسْتحْسنَ الأول بعض الْعلمَاء وَكَانَ يكون هَذَا لَوْلَا الحَدِيث الْوَارِد الَّذِي أفْصح فِيهِ برجوعهم عَن الطَّاعَة أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث سعيد بن عَمْرو عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كَيفَ أَنْتُم اذا لم تجبوا دِينَارا وَلَا درهما فَقيل وَكَيف ترى ذَلِك قَالَ وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ عَن قَول الصَّادِق المصدوق قَالَ عَم ذَاك قَالَ تنتهك ذمَّة الله وَذمَّة رَسُوله فيشد الله قُلُوب أهل الذِّمَّة فيمنعون مَا فِي أَيْديهم

1 / 363