Tafsir Bayan Kebahagiaan
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Genre-genre
وثانيتها الذكر القلبى الذى هو مصطلح الصوفية ويسمونه بالذكر الخفى ويسمون الذكر اللسانى بالذكر الجلى وله أيضا مراتب ودرجات بحسب اقترانه بالذكر اللسانى وعدمه، وتذكر الذاكر للمذكور وعدمه، وبحسب الحضور والاتحاد والفناء فى المذكور والبقاء بعد الفناء وعدمه.
وثالثتها الذكر النفسى وهو تذكر المذكور فى النفي وهو ايضا له مراتب ودرجات بحسب الاقترانات المذكورة وعدمها.
ورابعتها تذكر المذكور عند كل فعل ونعمة بتذكر أمره ونهيه وشكره وله ايضا مراتب ودرجات.
والذكر اللسانى والقلبى لما كانا من العبادات والعبادات لا بد من أخذها من صاحب الاجازة الشرعية اذا لم يكن العابد مجازا والا لم تكن مقبولة وافقت ام خالفت كما تقرر فى الفقه اذا لم يؤخذا من صاحب الاجازة لم يكن لهما اثر بل نقول: ان الشيطان قد يترصد العابد والذاكر الغير الآخذ من صاحب الاجازة فيخلى الاسماء الالهية الجارية على لسانه من معناها ويجعل نفسه فيها فيصير الذاكر ذاكرا للشيطان وهو يحسب أنه ذاكر لله ويلوى لسانه بألفاظ يظنها اسماء لله وما هى بأسماء لله بل هى أسماء للشيطان فيطرد بالذكر من باب الرحمن وهو يحسب انه يحسن صنعا، فالذى ينبغى للعابد الاهتمام بتصحيح تقليده اولا ثم الاقبال على العبادة به واما الاحتياط فشروط صحة العمل به كثيرة، وسببية ذكر العبد لله لذكر الله للعبد كما يستفاد من الآية ومن الاخبار القدسية وغيرها مع أنه ما لم يذكر الله العبد لا يذكر العبد الله انما هى باعتبار مرتبة من ذكر الله للعبد نظير ما مضى فى توابيته تعالى فان ذكره تعالى للعبد بالتوفيق سبب لذكر العبد لله، وذكر العبد لله سبب لذكر الله له بالجزاء، وذكر الله له بالجزاء سبب لاشتداد ذكره لله، واشتداد ذكره لله سبب لذكر آخر من الله، وهكذا، وذكر العبد لله قائم بذكر الله للعبد فهو ذكر من الله للعبد لكن فى مقام العبد وقد ذكر فى الاخبار وفى كلمات الابرار تفاضل فى الاذكار الخفية والجلية فليعلم ان التفاضل قد يعتبر بحسب اضافة الاذكار الى الاشخاص المختلفة والاحوال المختلفة لشخص واحد، وقد يعتبر بينها بحسب اعتبارها فى أنفسها فقد يكون الذكر الفاضل فى نفسه غير فاضل بالنسبة الى شخص ولما كان بناء الدين وبناء السلوك على التبرى والتولى كان الذكر المشتمل على النفى والاثبات أفضل من غيره فى نفسه، وأفضل الاذكار المشتملة على النفى والايجاب: لا اله الا الله؛ فانه جامع للنفى والاثبات وحافظ لجميع مراتب الوجود مع نفى الاستقلال عنها واثبات للواحد الاحد بجميع صفاته وليس هذا الا شأن النبى الذى هو خاتم الكل كما قال (ص):
" اوتيت جوامع الكلم "
؛ ونقل ان لا اله الا الله خاصة بهذه الامة { واشكروا لي } الشكر ملاحظة انعام المنعم فى النعمة وملاحظة حق المنعم فى الانعام، ولذا فسر بتعظيم المنعم لاجل الانعام ويلزم ملاحظة حق المنعم فى الانعام وفى النعمة صرف النعمة لما أنعمها لاجله، ولهذا قد يفسر بصرف النعمة فيما خلقت لأجله { ولا تكفرون } المراد بالكفر هاهنا كفر النعم وهو ستر الانعام وحق المنعم فى النعمة، وايراث الشكر ازدياد النعم وايجاب الكفر زوالها مما كثرت به الآيات والاخبار والحكايات والامثال فليداوم العاقل الشكر وليحذر الكفران.
[2.153]
{ يآأيها الذين آمنوا } تشريف للمؤمنين بالخطاب لهم بعد اظهار الامتنان عليهم بنعمة الرسول واستتباعه للنعم الجليلة { استعينوا } فى ذكرى وشكرى او فى جملة ما ذكر من ترك القبلة المعتادة والانصراف الى غير المعتادة والثبات على الحق واستباق الخيرات وعدم الخشية من الناس والخشية من الله والاهتداء والذكر والشكر، او فى جملة ما يهمكم من معاشكم ومعادكم وجملة ما يحزنكم ويجزعكم { بالصبر والصلاة } وقد مضى بيان للآية عند قوله:
واستعينوا بالصبر والصلاة
[البقرة : 45]؛ الآية { إن الله مع الصابرين } معية رحيمية خاصة بخواص المؤمنين لا معية رحمانية قيومية حاصلة لكل موجود ولا معية رحيمية عامة لكل مؤمن بايع ولى أمره ولكل مسلم بايع نبى وقته فان الانسان كلما ازداد قربه من الله حصل لله معه معيه أخرى غير معيته الاولى وما قيل فى الفارسية:
Halaman tidak diketahui