Tafsir Bayan Kebahagiaan
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Genre-genre
[5.79]
{ كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه } يعنى لا ينهى بعضهم بعضا او لا يرعوون وعن على (ع) لما وقع التقصير فى بنى اسرائل جعل الرجل يرى اخاه فى الذنب فينهاه فلا ينتهى فلا يمنعه ذلك من ان يكون اكيله وجليسه وشريبه حتى ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ونزل فيهم القرآن حيث يقول جل وعز: { لعن الذين كفروا } (الآية) وفيه دلالة على ذم المؤانسة مع اهل المعصية { لبئس ما كانوا يفعلون } من عدم نهى بعضهم بعضا قولا وفعلا وقلبا، او من عدم ارعوائهم عن الشر.
[5.80]
{ ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا } اما بيان حال الامة او بيان حال اهل الكتاب والتعريض بالامة والخطاب لمحمد (ص) او عام { لبئس ما قدمت لهم أنفسهم } المخصوص بالذم محذوف اى توليهم { أن سخط الله عليهم } بتقدير اللام او الباء او هو مخصوص { وفي العذاب هم خالدون } بسبب ذلك التولى، عن الباقر (ع) يتولون الملوك الجبارين ويزينون لهم اهواءهم ليصيبوا من دنياهم.
[5.81]
{ ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي } الحاضر اعنى محمدا (ص) على ان يكون بيان حال الامة او نبيهم على ان يكون بيان حال اهل الكتاب لكن الاول اولى لافراده { وما أنزل إليه } يعنى فى على (ع) او مطلقا والمقصود ما انزل فى على (ع) { ما اتخذوهم أوليآء } لمجانبة الايمان للكفر والتولى يقتضى المجانسة { ولكن كثيرا منهم فاسقون } خارجون عن الحق الذى هو الايمان.
[5.82]
{ لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا } لانهم لتوغلهم فى الدنيا وعدم توجههم الى الآخرة بسبب بعد زمان نبيهم واندراس شريعته واستبدال احكامه صارت احوالهم بعيدة عن احوال المؤمنين لتوجههم الى الآخرة وتلبسهم الاحكام الشرعية فلم يبق مجانسة بينهما بوجه من الوجوه، والعداوة ناشئة من عدم المجانسة كما ان المحبة ناشئة من المجانسة { ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا } وضع الظاهر موضع المضمر ليكون تصريحا بان ملاك عداوة اولئك ومحبة هؤلاء هو الايمان لا غير { الذين قالوا إنا نصارى } لم يقل النصارى لان هذا الاسم لاشتقاقه من النصرة يدل على انهم انصار الله ولو كانوا انصار الله لكانوا تابعى محمد (ص) كذا قيل، او لان التنصر يكون بالتدين بدين عيسى (ع) على شرائطها من البيعة مع خلفائه واخذ الميثاق منهم وهؤلاء انتحلوا التنصر كانتحال التشيع لاكثر الشيعة من غير القائلين بالائمة الاثنى عشر، واما اسم اليهود فانه يطلق عليهم لكونهم من نسل يهودا بن يعقوب او من اتباع اولاده الذين فيهم النبوة وان كان اتفق تدينهم بدين موسى (ع) { ذلك بأن منهم قسيسين } العلماء الذين يأمرونهم بأحكام الانجيل من العقائد والاحكام الفرعية { ورهبانا } الزهاد الذين تركوا الدنيا واشتغلوا بالعبادة وتحصيل العقبى، اعلم ان كل شريعة من لدن آدم (ع) كانت مشتملة على السياسات والعبادات القالبية وعلى العبادات والتهذيبات القلبية ولكل منهما كان اهل ورؤساء يبينها لمن اراد التوسل بها واتباع يعمل بها ويسمى رؤساء كل منهما فى كل ملة باسم خاص كالاحبار والرهبان فى ملة النصارى والموبد والهربد فى ملة العجم، والمجتهد والصوفى، او العالم والعارف او العالم والتقى فى ملة الاسلام، والمقصود ان النصارى بواسطة عدم بعد زمان نبيهم وعدم اندراس احكامهم وعدم انقطاع علمائهم الذين يأمرونهم بطلب الآخرة قالا وعدم انقطاع مرتضياتهم الذين يأمرونهم حالا طالبون للآخرة ومجانسون للمؤمنين فهم محبون لهم لمجانستهم { وأنهم لا يستكبرون } عن انقياد الحق.
[5.83]
{ وإذا سمعوا مآ أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق } لانهم كانوا طالبين للحق فاينما وجدوه عرفوه { يقولون } انقيادا للحق { ربنآ آمنا } بما انزل الى الرسول { فاكتبنا مع الشاهدين } بحقيته.
Halaman tidak diketahui