Tafsir Bayan Kebahagiaan
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Genre-genre
{ اليوم أحل لكم الطيبات } فى تقييد احلال الطيبات بعد ذكره مطلقا باليوم الخاص الذى هو يوم نصب على (ع) بالخلافة، اشارة لطيفة الى ان حلية الطيبات موقوفة على الولاية ولولاها لكانت محرمة وإن كانت طيبة حاصلة من كسب اليد والوجه الحلال، غاية الامر ان يكون المراد بالحلية ههنا الحلية فى نفس الامر وبحسب الطريقة لا بحسب ظاهر الشريعة { وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم } قد اختلف الاخبار فى طهارة اهل الكتاب ونجاستهم، واكثرها يشعر بأن نجاستهم عرضية بواسطة عدم اجتنابهم عن الخمر ولحم الخنزير، وان فى انيتهم الخمر ولحم الخنزير وقد فسر الطعام بالحبوب دون ذبائحهم لانهم غير مأمونين على تسمية الله عليها فنقول: ليس المراد بطعام الذين اوتوا الكتاب طعامهم المصنوع لهم حتى كانت حليته منافية لنجاستهم ان قلنا بنجاستهم كالمشركين، بل المراد نفى الحرج عن طعامهم المنسوب اليهم من حيث انه منسوب اليهم يعنى لا حرج عليكم فى طعامكم من حيث تلك النسبة فان النسبة لا تستخبث الطعام اذا لم يكن فيه خباثة من وجه اخر، ولذلك كان طعامكم حلا لهم يعنى ان نسبة الطعام اليكم لا تورث حرجا عليكم اذا اطعمتموه اهل الكتاب ولا تجعلهم ممنوعين من الاكل ولما كان طعامهم مظنة الخباثة ذكره بعد احلال الطيبات، وايضا لما ندب على ولاية على (ع) وقيد احلال الطيبات بزمان نصب على (ع) للاشارة الى تقييد الحلية بالولاية ولم يكن لاهل الكتاب ولاية صار المقام مظنة لحرمة المخالطة معهم وعدم حلية طعامهم واطعامهم فنفى هذا الوهم، لانهم بانتحال ملة آلهية وقبول الدعوة الظاهرة كانوا مسلمين ولم يخرجوا بحسب الظاهر عن الاسلام، وبمخالطتهم واكل طعامهم واطعامهم يستعدون للهداية ولما كان حلية طعامهم واطعامهم بحسب الظاهر وحلية الطيبات المتوقفة على الولاية بحسب نفس الامر غير الاسلوب واتى بالجملة الاسمية عطفا على مجموع القيد والمقيد حتى لا يتقيد بالولاية { والمحصنات } اللائى احصن انفسهن عما لا ينبغى عطف على الطيبات المتقيد احلالها بولاية على (ع) ولذا قيدهن بوصف الاحسان والايمان، يعنى اليوم احلت لكم حلالا واقعيا المحصنات { من المؤمنات } ولا ينبغى لكم غيرهن فان غيرهن من الاماء والمتجريات على ما لا ينبغى وان كن حلالا بحسب ظاهر الاسلام، لكنهن غير محللات بحسب نسبة الايمان وفى نفس الامر { والمحصنات } اللائى احصن انفسهن عما لا ينبغى { من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم } قد اختلف الاخبار والاقوال فى نكاح النساء من اهل الكتاب، وكذا فى ان هذه الآية منسوخة بآية حرمة نكاح المشركات وحرمة الاخذ بعصم الكوافر او ناسخة، وكذا فى الدوام والتمتع بهن وقول النبى (ص):
" ان سورة المائدة آخر القرآن نزولا فأحلوا حلالها وحرموا حرامها "
، ينفى كونها منسوخة، وقوله تعالى { إذآ آتيتموهن أجورهن } مشعر بتقييد الحلية بحال التمتع بهن فان استعمال الاجور فى مهور المتمتعات اكثر واشهر { محصنين } حال كونكم حافظين انفسكم من السفاح علانية وسرا، اما بيان لوجه الاحلال او تقييد له باعتبار الواقع لا باعتبار ظاهر الاسلام { غير مسافحين } حال بعد حال يعنى غير متجاهرين بالزنا { ولا متخذي أخدان } ولا مسرين لهن جمع الخدن وهو الصديق يقع على الذكر والانثى، ولما ندب على الولاية وعلق اكمال الدين واحلال الطيبات عليها ناسب المقام ان يذكر حال مخالف الولاية فقال تعالى: { ومن يكفر بالإيمان } اى بقبول ولاية على (ع) والبيعة الخاصة الولوية معه، وما ورد فى الاخبار من التفسير بترك الصلوة، او ترك العمل الذى اقر به فى بيعته، او ترك العمل اجمع، او التبدد بأمر هو خلاف الحق فانما هو تفسير لفروع الولاية، ولا ينافى كون المقصود هو الولاية كما فى بعض الاخبار { فقد حبط عمله } الذى عمله فى الاسلام فان ما به القبول هو الولاية { وهو في الآخرة من الخاسرين } لصرف بضاعته فيما لا قدر له.
[5.6]
{ يا أيها الذين آمنوا } عاما او خاصا { إذا قمتم إلى الصلاة } اى اذا قمتم من النوم كما فى الخبر، واذا اردتم القيام { فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين } وبعد ما مضى فى سورة النساء لا يتعسر عليك تعميم الصلوة ولا تعميم الغسل ولا تعميم سائر اجزاء الآية، والوجه ما يواجه به وهو من قصاص الشعر الى الذقن وما دارت منه الابهام والوسطى عليه وما زاد فليس بوجه، وعدم وجوب تخليل الشعر يمكن استنباطه من عنوان الوجه فان ما به التوجه هو ظاهر الشعر لا البشرة المستورة تحته، واليد اسم للعضو المخصوص تطلق على ما دون المنكب وعلى ما دون المرفق وعلى ما دون الزند فاحتاجت الى التحديد والبيان، فحدده بقوله الى المرافق فلفظ الى لانتهاء المغسول لا الغسل فالتمسك بها مع احتمال كونها لانتهاء المغسول فى الاستدلال على انتهاء الغسل كما فعلوا خارج عن طريق الاستدلال، والباء للتبعيض كما وصل الينا من اهل الكتاب واثبت التبعيض لها كثير منهم وارجلكم بالجر عطف على رؤوسكم وبالنصب على محل رؤسكم، وعطفه على وجوهكم مع جواز العطف على رؤسكم فى غاية البعد، غاية الامر انها فى هذا العطف محتملة مجملة كسائر اجزاء الآية محتاجة الى البيان ولم يكن رأينا مبينا للقرآن لاستلزامه الترجيح بلا مرجح، بل المبين من نص الله ورسوله عليه لا من نصبوه لبيانه فان نصب شخص انسانى لبيان القرآن وخلافة الرحمن ليس باقل من نصب الاصنام لعبادة الانام، او العجل المصنوع للعوام، وتفصيل الوضوء وكيفيته قد وصل الينا مفصلا مبينا عن ائمتنا المنصوصين من الله ورسوله وقد فصله الفقهاء رضوان الله عليهم فلا حاجة الى التفصيل ههنا { وإن كنتم جنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جآء أحد منكم من الغائط أو لامستم النسآء فلم تجدوا مآء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه } اى من الصعيد وقد مضى شرح الآية مفصلا فى سورة النساء فلا حاجة الى التكرار { ما يريد الله ليجعل عليكم } فى الدين { من حرج } مفعول يريد محذوف اى ما يريد الامر بالغسل او التيمم ليجعل عليكم حرجا او لام ليجعل للتقوية وما بعده مفعول هو استيناف لبيان وجه تشريع التيمم { ولكن يريد ليطهركم } بغسل الاعضاء الباطنة بالتوبة عند اهله وبغسل الاعضاء الظاهرة بالماء، فان لم يتيسر لكم فباظهار الذل والمسكنة والعجز واعلاء تراب الذل على مقاديم نفوسكم وابدانكم وليعدكم لقبول التوبة والبيعة الولوية التى هى تمام نعمة الاسلام كما مضى { وليتم نعمته } التى هى الاسلام { عليكم } بمتممه الذى هو الولاية والبيعة مع على (ع) { لعلكم } بعد تمام النعمة عليكم { تشكرون } المنعم بصرف النعمة التى هى احكام الاسلام القالبية واحكام الايمان القلبية فى وجهها من صدورها من حضرة العقل ورجوعها اليها، فان شكر النعمة وصرفها فى وجهها لا يحصل الا بدخول الايمان فى القلب وفتح بابه الى الملكوت.
[5.7]
{ واذكروا نعمة الله عليكم } عطف على تيمموا يعنى حين تطهركم تذكروا محمدا (ص) او الاسلام الذى هو البيعة مع محمد (ص)، او الاسلام الحاصل بالبيعة مع محمد (ص) حتى يكون شروطها فى ذكركم من عدم المخالفة واتباع قوله فى كل ما يأمر وينهى، هذا ان كان المراد بالميثاق الميثاق الذى أخذ عليهم بغدير خم، وان كان المراد بالميثاق المبايعة مع محمد (ص) فالمراد بالنعمة هو الاسلام الحاصل بالبيعة، او محمد (ص) فانه اصل نعمة الاسلام كما ان عليا (ع) اصل نعمة الايمان { وميثاقه الذي واثقكم به } عاهدكم عهدا وثيقا به لعلى (ع) فى غدير خم حتى لا تنسوه فتخالفوا عليا (ع) او عهدا وثيقا بان لا تخالفوا قوله حتى لا تنسوه فتخالفوا قوله فى على (ع) والاول هو المروى { إذ قلتم سمعنا } قولك فى على (ع) على الاول، او شرطك علينا بعدم المخالفة على الثانى { وأطعنا } عليا (ع) او اطعناك { واتقوا الله } فى نسيان نعمته ونقض ميثاقه بالمخالفة لعلى (ع) { إن الله عليم بذات الصدور } فيعلم نياتكم واغراضكم فكيف بأفعالكم.
[5.8]
{ يا أيهآ الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهدآء بالقسط } توصية لهم بالاستقامة وتقويم الغير عن الاعوجاج كما مضى حين تحمل الشهادة خصوصا وقت توصية محمد (ص) بحملها وحفظها، وحين اداء الشهادة خصوصا وقت سؤال على (ع) عنهم الشهادة فان المقصود هو هذا { ولا يجرمنكم شنآن قوم } بغضاءكم لقوم او بغضاء قوم لكم { على ألا تعدلوا } فى اداء شهاداتكم بتغييرها او كتمانها خوفا من مخالفى على (ع) او بغضا لموافقى على (ع) { اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله } فى الشهادات ولا تكتموها ولا تغيروها { إن الله خبير بما تعملون } فيجازيكم بحسبه .
[5.9]
Halaman tidak diketahui