Tafsir Bayan Kebahagiaan
تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة
Genre-genre
{ يأيها الناس قد جآءكم الرسول بالحق } اى بولاية على (ع) فانها الحق وكل ما سواها حق بها كما مضى { من ربكم } فلا تبالوا بمن كفر به ولا تتبعوه { فآمنوا } بهذا الحق او بالرسول فيما قال فى حق هذا الحق واتبعوا { خيرا لكم } او ايمانا خيرا لكم او حال كونه خيرا لكم او يكن خيرا لكم { وإن تكفروا } بهذا الحق لا تخرجوا من حيطة قدرته وتصرفه ولا يهملكم من غير عقوبة وجزاء { فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما } لا يهملكم بل يجزيكم بما يقتضى حكمته.
[4.171]
{ يأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم } بحط عيسى (ع) عن مرتبته وجعله لغير رشده ورفعه عن مرتبته يجعله آلها او ابنا والغلو وان كان فى الافراط اظهر لكن صاحب التفريط فى حق عيسى (ع) من اليهود باعتبار انه مجاوز للحد فى حطه (ع) عن مرتبة ولد الرشدة الى اللغية وباعتبار انه مجاوز فى حق دينه بعد النسخ الى ابقائه غال وهو تعريض بالمفرط فى على (ع) من هذه الامة { ولا تقولوا على الله إلا الحق } لا تقولوا والدا او ثالث ثلاثة { إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه } وليس لغية كما زعمته اليهود ولا ابنا او آلها كما زعمته النصارى { فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا } الاقانيم { ثلاثة } الله والمسيح (ع) ومريم (ع) وهذا قول بعضهم كما اشار اليه تعالى بقوله:
أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين
[المائدة: 116] اثنين، والا فاكثرهم لا يقولون ذلك وسيجيء تحقيقه فى سورة المائدة { انتهوا } عن التثليث { خيرا لكم } مضى نظيره { إنما الله إله واحد } لا شريك له فى الآلهة كما توهمتم يظن ان المناسب لنفى القول بان الآلهة ثلاثة ان يقال انما الآله واحد لكنه تعالى عدل الى هذا لافادة هذا المعنى منه مع شيء زائد هو تعيين ذلك الواحد لانه قد يقال: هذا واحد مقابل الاثنين وبهذا المعنى كل ذات واحدة وقد يقال: هذا واحد ويراد نفى الشريك والنظير والقرين عنه وهذا هو المراد فان المقصود ان الله آله واحد لا شريك له فى الآلهة ولا نظير ولا قرين، وهذا يفيد ان جنس الآله واحد وذلك الواحد هو الله { سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض } كل له مملوك لا يماثله شيء ولا يساويه حتى يكون له ولد { وكفى بالله وكيلا } يعنى انه غنى عن اخذ الوكيل فلا يحتاج الى ولد يكون وكيلا له.
[4.172]
{ لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله } جواب آخر للنصارى فى افراطهم وتوطئة للتعريض بالمستنكفين من امة محمد (ص) عن عبادة الله فى امره بولاية على { ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر } الاستنكاف الترفع على الشيء بتصور نقصان فيه والاستكبار الترفع عليه بتصور المستكبر رفعة فى نفسه { فسيحشرهم } اى العابدين والمستنكفين { إليه جميعا } وفيه تعريض بالمستنكفين عن قول الله فى ولاية على (ع).
[4.173]
{ فأما الذين آمنوا } بالبيعة العامة { وعملوا الصالحات } بالبيعة الخاصة والاعمال المتعلقة بها، او آمنوا بالبيعة الخاصة وعملوا الاعمال المتعلقة بها، وقد عرفت ان الصالح اصلا هو الولاية وكل ما تعلق بها فهو صالح من باب الفرعية وكل ما لم يتعلق بها فليس بصالح وان كان بصورة الصالح { فيوفيهم أجورهم } التوفية الاعطاء بالتمام { ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا } قد مضى ان النصير هو النبوة والنبى وان الولى هو الولاية والولى ويقوم مقامهما خلفاؤهما.
[4.174]
Halaman tidak diketahui